عقوبة الشرك بالله: دراسة في النصوص الشرعية

الشرك بالله من أعظم الذنوب وأكبر الكبائر، وهو محرم في الإسلام، وقد حذر منه القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة. الشرك بالله له أنواع مختلفة، منها الش

الشرك بالله من أعظم الذنوب وأكبر الكبائر، وهو محرم في الإسلام، وقد حذر منه القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة. الشرك بالله له أنواع مختلفة، منها الشرك الأكبر الذي يخرج صاحبه من ملة الإسلام، ومنها الشرك الأصغر الذي لا يخرج صاحبه من الإسلام ولكنه ذنب عظيم.

يقول الله تعالى في القرآن الكريم: "قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا" (الكهف: 110). هذه الآية تشمل الشرك الأكبر والأصغر، حيث يحذر الله تعالى من الشرك بعبادة غيره.

كما يقول الله تعالى: "فلا تجعلوا لله أندادًا وأنتم تعلمون" (البقرة: 22). هذه الآية تتحدث عن الشرك الأكبر، ولكن بعض السلف مثل ابن عباس احتجوا بها في الشرك الأصغر، لأن الكل شرك.

وفي الحديث القدسي، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه" (رواه مسلم). هذا الحديث يوضح خطورة الشرك ومدى غضب الله عليه.

وعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: "خرج علينا رسول الله ﷺ ونحن نتذاكر المسيح الدجال، فقال: ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟ فقلنا: بلى يا رسول الله، قال: الشرك الخفي" (رواه الترمذي). هذا الحديث يبين أن الشرك الأصغر، رغم كونه خفيًا، إلا أنه خطير جدًا.

أما بالنسبة لعقوبة الشرك بالله، فقد ورد في الحديث أن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: "لأن أحلف بالله كاذباً أحب إليَّ من أن أحلف بغيره صادقاً" (رواه البخاري). هذا الحديث يدل على أن الحلف بالله كاذباً كبيرة من الكبائر، ولكن الشرك أكبر من الكبائر وإن كان أصغر.

وفي الختام، يجب على المسلم أن يتجنب الشرك بالله بأي شكل من الأشكال، وأن يلتزم بتوحيد الله عز وجل في جميع أموره، لكي يحظى برضا الله ورحمته.


الفقيه أبو محمد

17997 Blog posts

Comments