السيدة خديجة بنت خويلد، أم المؤمنين الكبرى، هي زوجة النبي محمد صلى الله عليه وسلم الأولى، والتي تتميز بمناقبها الكثيرة ومكانتها الرفيعة في الإسلام. كانت خديجة أول من آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم وصدقه، وثبتت جأشه عندما جاءه الوحي لأول مرة. كما أنها لم تتزوج عليها النبي صلى الله عليه وسلم طوال حياتها، مما يدل على حبها العميق له وتفانيها في دعمه.
تتميز السيدة خديجة أيضاً بأنها أكثر نساء النبي صلى الله عليه وسلم قرباً وحباً إليه، حيث وصفها بأنها رزق رزقه الله له. كما أنها أفضل نساء الأمة على الإطلاق، وفقاً لما رواه الطبراني في معجمه الكبير عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما. كان النبي صلى الله عليه وسلم يردد اسمها كثيراً ويكثر من زيارة قبرها، مما يدل على محبته العميقة لها.
كان جبريل عليه السلام يبشّر السيدة خديجة بسلام الله عليها وببيت لها في الجنة، مما يعكس مكانة السيدة خديجة الرفيعة في الإسلام. ولدت السيدة خديجة في مكة المكرمة لعائلة ذات نسب وشرف عالي، وتزوجت من رجلين قبل النبي صلى الله عليه وسلم، وهما عتيق بن عائذ المخزومي وأبو هالة بن زرارة التميمي.
عندما تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم، كان عمرها أربعين عاماً وعمره خمس وعشرين عاماً. دام زواجهما خمس وعشرين عاماً حتى توفيت السيدة خديجة -رضي الله عنها- عن عمر يناهز خمسة وستين عاماً. توفيت السيدة خديجة في العام ذاته الذي توفي فيه عم النبي صلى الله عليه وسلم أبو طالب، وأطلق على ذلك العام بعام الحزن؛ لحزن النبي صلى الله عليه وسلم على فقدهما.
أنجبت السيدة خديجة عدداً من الأولاد والبنات، وهم القاسم، زينب، رقية، أم كلثوم، وفاطمة. كانت السيدة خديجة زوجة وفية بارّة ومناصرة للنبي صلى الله عليه وسلم، حيث وقفت معه في الظروف الصعبة بنفسها وبمالها الوفير وبعقلها الراجح وجاهها الكبير في قومها.