وقع الحدث الحاسم والمعروف باسم "معركة عين جالوت" في منطقة عين جالوت التي تقع حاليًا بين مدينتي نابلس وطوباس شمال الضفة الغربية الفلسطينية. هذه المعركة الشهيرة كانت نقطة تحول هامة في تاريخ الصراع الإسلامي الصليبي، وحدثت تحديدًا في 25 سبتمبر/أيلول عام 1260 ميلادياً.
عين جالوت هي قرية صغيرة ذات أهمية استراتيجية كبيرة نظراً لموقعها الجغرافي الفريد، إذ توجد بالقرب من سلسلة جبال الكرمل والجليل. هذا الموقع جعل منها نقطة وصل مهمة بين مناطق مختلفة من الأراضي المقدسة، مما سمح لقوات المغول بقيادة قطز بالاستعداد جيداً للقاء الجيش الفرنجي المتقدم نحو الشرق.
كانت المعركة نتيجة مباشرة للحملة الصليبية الثامنة والتي قادتها الدولة الإفرنجية ضد الدول الإسلامية آنذاك. وقد أسفرت النتيجة النهائية لهذه المواجهة عن هزيمة ساحقة للإفرنج واستعادة القدس لاحقاً ليد السلطان المملوكي بيبرس بعد عقود قليلة فقط. تعتبر معركة عين جالوت علامة فارقة في تاريخ العالم العربي والإسلامي ككل، حيث أثبت فيها المسلمون قدرتهم على مواجهة القوة العسكرية الأوروبية والحفاظ على تراثهم الثقافي والتاريخي.