الحديث النبوي الشريف يشكل المصدر الثاني للإسلام بعد القرآن الكريم، ولهذا فإن تصنيف هذه الأحاديث وتحديد ما هو صحيح منها وما هو مرفوض أمر بالغ الأهمية. يعتبر قسم الحديث المرفوض جزءاً أساسياً ضمن علم الرجال والعلل، ويستخدم لتقييم صحة ورواية الأحاديث بناءً على معايير محددة. هذا القسم يُعنى بالأحاديث التي لم تستوف شروط الصحة وفقاً للمنهج العلمي في دراسة الحديث.
تتعدد أقسام الحديث المرفوض بحسب الاسباب المؤدية إلى رفضها. أولها "الموضوع"، وهو حديث كاذب تماماً ولم ينقل إلا من شخص واحد فقط ولا يمتلك سنده سلطة موثوق بها. ثم يأتي "المعضل"، والذي يتميز بأن أحد رواة السلسلة مجهول الهوية وبالتالي يستحيل التأكد من صحته. أيضاً هناك "المشكوك فيه"، والذي قد يحتوي على عناصر مشكوك فيها ولكن يمكن قبول جزئه الصحيح إن كان قابلاً لذلك.
بالإضافة إلى ذلك، يوجد نوع آخر معروف باسم "المدلس"، وهو عندما يقوم الراوي ببساطة إزالة اسم راوٍ بينه وبين الصحابي مباشرة مما يؤدي لعدم وجود اتصال واضح بالسند الرئيسي. أخيرا وليس آخرا نجد "الضعيف"، وهو أقل مستوى مقارنة بالأحاديث الأخرى ولكنه ليس مخالفاً للنصوص الشرعية بشكل مباشر ويمكن استخدامه لأسباب أخرى غير القياس الفقهي والعقائدي.
هذه الأقسام ضرورية لفهم مدى دقة ونزاهة الأخبار المتداولة حول حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأفعاله وأقواله، وهي خطوة أساسية نحو تحقيق فهم عميق ودقيق للشريعة الإسلامية.