تعد سورة آل عمران من السور المدنية، وهي تحمل الرقم الثالث في ترتيب المصحف الشريف. وتتميز هذه السورة بمكانة عالية وفضائل متعددة، حيث ورد في فضلها أحاديث نبوية شريفة.
عن النواس بن سمعان -رضي الله عنه- قال: سمعت النبي ﷺ يقول: "يؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهله؛ الذين كانوا يعملون به، تقدمه سورة البقرة، وآل عمران". (رواه مسلم)
كما ورد في فضل هذه السورة الكريمة حديث آخر عن أبي أمامة الباهلي -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: "اقرءوا القرآن، فإنّه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، اقرءوا الزّهراوين: البقرة، وآل عمران، فإنّهما يأتيان يوم القيامة، كأنّهما غمامتان، أو غيابتان-أو: كأنهما فرقان من طير-تحاجّان عن أصحابهما. اقرءوا سورة (البقرة) فإنّ أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة". (رواه مسلم)
وتعد سورة آل عمران من أطول سور القرآن الكريم، حيث تتكون من مائتي آية، وثلاثة آلاف وأربعمائة وثمانون كلمة، وأربعة عشر ألفا، وخمسمائة، وعشرون حرفا.
وتحمل السورة في طياتها العديد من الفضائل والقصص العظيمة، مثل قصة مريم أم عيسى ﵉، وقصة عيسى ﵉ نفسه، بالإضافة إلى توجيه العتاب لثلاث طوائف: للنصارى لغلوهم في عيسى ﵇، ولامتناعهم من الدخول فى الإسلام، ولليهود لتفريطهم فى اتباع النبي- ﵊ وللمسلمين لما وقع لهم من الفشل يوم أحد.
وتبدأ السورة بقوله تعالى: "الله لا إله إلا هو الحي القيوم"، مما يدل على توحيد الله سبحانه وتعالى وكماله في الحياة والقيام بالأمور. وتتضمن السورة أيضًا ذكر الكتب السماوية السابقة مثل التوراة والإنجيل، مما يؤكد على صدق رسالة الإسلام وكمالها.
وفي الختام، فإن سورة آل عمران تحمل مكانة عالية في القرآن الكريم، وتعد من السور التي لها فضائل متعددة، كما أنها تحتوي على قصص عظيمة وتوجيهات مهمة للمسلمين.
