وفقًا للروايات الدينية، ولد النبي عيسى عليه السلام في مدينة بيت لحم الواقعة في فلسطين. هذا الحدث العظيم يُذكر في القرآن الكريم والسنة النبوية، حيث تقول الآيات القرآنية: "فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا * وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا". هذه الآيات تصور المشهد المؤثر لمريم وهي تتفرغ لعبادة الله في عزلة عن الناس، عندما استقبلتها بشرى حملها لعيسى بالمخاطبة من تحت ظلها.
بعد الولادة القادرة بين يدَي الله، كانت بداية حياة عيسى عليه السلام مميزة ومُعجزة، وذلك قبل أن تعود مريم ومعها الطفل الصغير إلى مجتمعها. هُناك واجهت الاتهامات والألفاظ الجارحة بسبب فكرة أن تتمثل الانثى في مثل هذه الحالة دون وجود زوج في حياتها، وهو ما ينافي الأعراف الاجتماعية المكثفة آنذاك. إلا أنها ردتهم بتأكيد واضح بأنه ليس سوى خلق لله وإرادته المقدسة. ومن خلال فضل الله ونعمته، تحدث المولود حديث الولادة لأول مرة ليبرهن لمن حوله بأن رسالة أبيه لوط الرسول قد تحققت حق التمام. وكما روي لنا قوله إنه عبد مخلص لله وقد جعله نبياً بموجب الوحي الإلهي الذي أكرمه بثروة البركة بكل مكان وزمان. بالإضافة لذلك وجه دعوة عبر كتاباته بأن يقوم باتباع الفرائض الدينية كالصلوات ودفع الزكاة كونها حضور دائم له حال الحياة الدنيا حتى بعد الموت أيضاً باقيٌ عليه يوم البعث يوم القيامة. وبالتالي فإن ولادة عيسى عليه السلام تمت وسط مشهد ملؤه الدهشة والعجب لكنها أيضا تحمل أسرار قدرة الرب وقدرته الخلاقة المتفردة والمعجزات المنتشرة أمام ناظريه سبحانه وتعالى جل جلاله. أما بالنسبة للقصة المرتبطة بوفاة السيد المسيح فعادة يشير المسلمون للأحاديث الشريفة والتي تنص علي رفع السماء للعيسي سلام الله عليه رحمه وليس مقتل يسوع أو صلب جسده حسب الاعتقاد النصرانية التقليدية فيما يتعلق بهذا الأمر المحوري في الدين الإسلامي.
