نزلت سورة لقمان، وهي السورة الحادية والثلاثون في ترتيب المصحف، بمكة المكرمة، وفقًا لروايات عديدة من الصحابة والتابعين. وقد ذكر الإمام ابن كثير وغيره أنها مكية، دون استثناء أي آيات منها. كما أشار بعض العلماء إلى أن ثلاث آيات فقط من السورة نزلت بالمدينة المنورة، وهي الآيات من [لقمان: 27-29].
وتشير الروايات إلى أن سبب نزول سورة لقمان هو سؤال قريش للنبي محمد صلى الله عليه وسلم عن قصة لقمان مع ابنه، فنزلت السورة لتروي هذه القصة الحكيمة.
وتعد سورة لقمان من السور المكية، وتحتوي على أربع وثلاثين آية. وتبدأ السورة بالثناء على القرآن الكريم والمؤمنين الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة، ثم تنتقل إلى الحديث عن صفات المشركين الذين يستهزئون بآيات الله ويعرضون عنها. بعد ذلك، تقدم السورة أدلة متعددة على وحدانية الله وقدرته، وتروي وصايا لقمان الحكيمة لابنه، والتي تشمل تعاليم العقيدة والأخلاق والعبادات.
وتعد مناسبة سورة لقمان لما قبلها من السور موضوعًا للبحث والنقاش بين العلماء. ويذكر بعضهم وجوهًا متعددة لمناسبة هذه السورة لسورة الروم التي سبقتها، مثل ذكر إمكانية البعث وسهولته على الله -تعالى- في كلا السورتين، بالإضافة إلى ذكر طبيعة الناس في كلتا السورتين عند مواجهة الضراء والرخاء.
وفي الختام، يمكن القول إن سورة لقمان نزلت بمكة المكرمة، باستثناء ثلاث آيات نزلت بالمدينة المنورة، وتعد من السور المكية التي تحتوي على تعاليم مهمة حول العقيدة والأخلاق والعبادات.