طواف القدوم هو أحد أهم الشعائر التي يؤديها الحاج قبل دخوله مكة المكرمة لأداء فريضة الحج. هذا الطواف له أحكام دقيقة ووضوح هام بالنسبة للمعتمر والحاج. يعتبر طواف القدوم سنة مؤكدة عند جمهور العلماء، وهو ليس واجباً ولكن مستحباً للغاية. يتميز بطواف سبعة أشواط حول الكعبة المشرفة، مع بداية كل شوط من الحجر الأسود ونهايته أيضاً عنده. يُسمى بهذا الاسم لأنه يأتي قبيل قدوم الحاج إلى مكة ليؤدي النسك.
وفقاً للشريعة الإسلامية، ينبغي للحاج القيام بهذا الطواف بعد الوصول إلى مكة واتمام الإحرام إن لم يكن قد أحرم من بلده. أما إذا كان قد أحرم من خارج مكة، فإنه يستطيع بدء الطواف مباشرة بعد الصلاة ركعتين خلف مقام إبراهيم عليه السلام. وفي حالة عدم القدرة على الدخول مباشرة بسبب الزحام مثلاً، يمكن تأخير الطواف حتى اليوم التالي صباحاً.
من الأخطاء الشائعة بين بعض الناس الاعتقاد بأن طواف القدوم هو جزء من أعمال يوم عرفة أثناء أيام التشريق الثلاثة. لكن الواقع أن طواف القدوم يأتي أولاً ثم يلي ذلك الوقوف بعرفة ويومي التشريق وثم تطوف الرُّمْي بالجمرات.
بالنسبة للنساء اللواتي لديهن حيض أو نفاس خلال فترة حجهن، فإنهن غير ملزمات بأداء طواف القدوم إلا عندما تنقضي مدة الحيض أو النفاس ويتمكنَّ من الوضوء والتطهّر بشكل صحيح. وبعد انتهاء هذه الفترة هن مطالبات بإتمام الطواف كجزء أساسي من مشروع حجهن.
يتطلب طواف القدوم عدة شروط منها: الطهارة سواء كانت طهارة الحدث الأكبر مثل الغسل بعد الجنابة والجماع، أو الحدث الأصغر كالوضوء المعتاد عقب استنجاء وإزالة النجاسة. كما يشترط وجود نية صادقة لدى المحرم أثناء بدء الطواف حيث يقول "اللهم إني نويت طواف القدوم". بالإضافة لذلك، يجب تجنب ارتكاب المحظورات أثناء الإحرام كتقليم الظفر وتقليم الشعر واستخدام العطور والمعاطف ذات القطن وغيرها مما نهى عنه الشرع لحجاج بيت الله الحرام.
ختاماً، يعد فهم الأحكام الخاصة بطواف القدوم أمراً أساسياً لكل حاج ومعتمر لكي يتمكن من أداء نسكه بكل خشوع وطاعة لله عز وجل وفقا لما جاء به الدين الحق المستمد من القرآن الكريم والسنة المطهرة.
