في رحلة استكشاف عجائب الخلق الكوني التي ابتكرها الله عز وجل، ينصب اهتمام العديد من المفكرين والدراسين لفهم اللحظة الأولى من عملية الخلق الدقيقة. بدءاً بالقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، يحاول هؤلاء الأفراد تعقب الخطوات الأولى نحو تشكيل هذا العالم المتعدد الأوجه. وعلى الرغم من عدم وجود بيان واضح وصريح بشأن الأمر الأول الذي خلقه الله، فقد سعى الفلاسفة الشرعيون والفلاسفة المسلمون لتفسير النصوص المقدسة وتقديم فرضيات بناءً عليها. وفي هذا السياق، سنستعرض ثلاث نظريات رئيسية حول أول مخلوقات الله في الكون، مع تسليط الضوء على الأدلة المؤيدة لكل وجهة نظر.
الترجيح الإسلامي للأقلام: جذور الرؤية
وفقاً لما ذهب إليه العلامة أبو جعفر محمد بن جرير الطبري وابن الجوزي، فإن القلم كان أول مخلوق خلق الله سبحانه وتعالى. ويبرر هذا المنظر بأن الله قد أمر بالقلم قبل خلق باقي الأشياء ليبدأ مهمته التاريخية بتسجيل المقاصد النهائية لكل كائن حي منذ البدء وحتى ساعة الحساب الأخيرة. يؤكد الحديث النبوي التالي تلك النظرية:"إنَّ أولَ ما خلق اللهُ القلمُ, فقال له: اكتبْ" ثم يسأل القلم: "ربِّ! وماذا أكتب؟". يجيب الرب: "اكتبْ مقادير كل شيء حتَّى تقومَ الساعة." وهذا التأويل يعطي للقلم دورًا أساسيًا في تحديد مصائر الكيان بأكمله.
ارتفاع مستوى الفهم: العرش كمفتاح البداية
يتصدّر رأي آخر طرحه الشيخان ابن تيميّة وابن القيم مكانة عالية ضمن قائمة البحث عن نقطة الانطلاق الأولى في الخلق. وفق هذين المفسرين الكبيرين، فإن أول خطوة في مسيرة creation كانت وضع أساس العرش. فهو أساس الملكوت وهو المكان الذي تجلس فيه الذات الإلهية حسب العقيدة الإسلامية التقليدية. يشهد حديث الرسول صلى الله عليه وسلم لهذه الفرضية أيضًا :"كاتب الله مقاديرالخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة...وعرشه فوق الماء...". بينما يُنسَب كذلك لإبن عباس رضي الله عنه قوله :\"أول ما خلق الله تعالى العرش فاستوى عليه.\". وهذه الرواية هي شهادة للحجة الأكثر قبولاً لدى أغلبية الفقهاء المسلمين.
الماء حجر الزاوية في مبنى الكون: رؤية جديدة
من بين الآراء الأخرى التي ظهرت عبر تاريخ التفسيرات الدينية، دعا عالم الدين المصري الشهير بدر الدين العيني لاعتبار المياه كنقطة انطلاق الخلق الرئيسية. مستمداً برهانه من آراء ابن مسعود والتابعين الأوائل الذين يقللون من أهمية دورهما المعاصر لكن تأثيرهما الماضي عميق للغاية بالنسبة للعالم الحالي. ولأن العرش كما ذكر سابقاً لم يكن إلا أساساً يمكن الوقوف عليه فوق سطح المحيط الواسع، فالماء بحسب رأيه يعد المحرك الرئيسي للشكل النهائي للكون الحاضر اليوم والذي تم تصميمه بشكل دقيق ومتناسق ومتكامل الوظائف بما يتناسب مع هدف واحد شامل يتمثل بإقامة نظام محكم يعمل بكفاءة لتنفيذ غاية الحياة نفسها وهي عبادةالله وحده حق عبادته بلا شريك له. وبالتالي يعتبرالعيني انضمام الماء لقائمة المقدمات الرئيسيةللإبداعالإلهيعاملاؤحل وشرط ضروري لعملية خلق الكوكبانسان وشاغليه ومعهومختلف أفراداخلالالنظام البيولوجيالطاقوميضمن هذا النظام الرباني العام .
ومن الجديربالذكر أنه رغم تأثيراتالتأكيداتالدينية المبينة سابقا ، تبقى هناك ترجيحاتاظاهرة أخرىمستمدة أيضا من نفس المصدرالتذكيريروحانيةالاسلام مثل ظلمةالنوروسماواتالأرض والكعبة ممايشابه درجةالثباتعلى اعتبارهآثاراوآثار جانبيةلكن ليس بالحتمية ذات الثقة بمفهوم المشروع السابق كالأسئلة الثلاث الأصلية المميزة والتي تم تناولها تفصيليا هنا.
وفي الختام، دعونا نتوقف لحظة أمام مدى عظمتقدرةالخالق المصمم المصمم للكونالحاليوبعدميلاده الغريب والشامل لعناصرالبقاءالشاملةجميعها كتقدير ونظر لعظمة القدرةالكونيةالفذة التي لاتساوي مطلق لننتبه لصلاة الشكر والحمد والثناء لجلاله سبحانه وتعالى ورفعة قدرته جل وعلى قرنهفاخر بلطفواسقاط عفوه والعافية علي عبدهالمخلصين صادقي إيمانهم بهدورافضل الدرجات