الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد:

سجود السهو هو سجود يُسن في الصلاة عند حدوث سهو أو خطأ فيها، وهو من السنن المؤكدة في الإسلام. وقد اختلف العلماء في عدد سجدات السهو، ولكن الأرجح هو أن عددها سجدتان.

يقول الإمام النووي رحمه الله في "المجموع شرح المهذب": "سجود السهو سجدتان، وهو قول جمهور العلماء". ويستند هذا القول إلى حديث أبي هريرة رضي الله عنه، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا شك أحدكم في صلاته فليطرح الشك وليبن على ما استيقن ثم يسجد سجدتين قبل أن يسلم". رواه مسلم.

كما ورد في حديث آخر عن أبي هريرة رضي الله عنه، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن أحَدَكُمْ إذَا قَامَ يُصَلِّي جَاءَهُ الشَّيْطَانُ فَلَيَّسَ عَلَيْهِ حَتَّى لَا يَدْرِي كَمْ صَلَّى، فَإذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ ذلِكَ فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ". رواه البخاري ومسلم.

ومن الأدلة الأخرى على أن عدد سجدات السهو سجدتان، ما ورد في حديث عمران بن حصين رضي الله عنه، حيث قال: "سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم من ثلاث ركعات من العصر، ثم قام فدخل الحجرة، وقام رجل بسيط اليدين فقال: أقصرت الصلاة؟ فخرج - أي النبي صلى الله عليه وسلم - فصلى الركعة التي ترك، ثم سجد سجدتين قبل أن يسلم". رواه مسلم.

وبناءً على هذه الأدلة وغيرها، فإن الأرجح هو أن عدد سجدات السهو في الصلاة هو سجدتان.