معاني عميقة لاسم الله المتكبر: عظمة الذات الإلهية والعزة الربانية

في سلسلة أسماء الله الحسنى، يتميز اسم الله "المتكبر" بمكانة فريدة تعكس جانبًا هامًا من سمات الجلال والإكرام الالهي. هذا الاسم يدل على كبرياء وجهل لله

في سلسلة أسماء الله الحسنى، يتميز اسم الله "المتكبر" بمكانة فريدة تعكس جانبًا هامًا من سمات الجلال والإكرام الالهي. هذا الاسم يدل على كبرياء وجهل لله -تعالى- ورفعة قدره وعظمته التي تتجاوز كل المقاييس البشرية. فهو سبحانه الغني بذاته وكامل في ذاته، ليس بحاجة لأحد، ولا يشاركه أحد في ملكوته وسلطانه.

إن تكبير الله عز وجل يشير إلى عدم وجود شبيه له أو مشابه له، فليس هناك ما يقارن بجلال ذاته وعظمتها. كما يعبر هذا الاسم عن تجاوزه لكل مقولة بشرية وأوصاف إنسانية محدودة وغير كاملة لنستطيع إدراك مداه العظيم. إنه المتفرد بالكمال المطلق، غير محمودٍ منه النقص ولا ينطبق عليه وصف الفقر أبداً.

ومن مظاهر هذه الكبرياء أنه تعالى هو الخالق والمبدع الوحيد للكون وما فيه، وهو القادر الأعلى القوي الذي يملك زمام أمور خلقه جميعاً. عندما يقول الله "إني متكبّرٌ"، فهذا يعني أيضاً انتفاء التفضيل بين مخلوقيه أمام حكمه ونعمته العامة الواسعة التي تشمل الجميع بإخلاص رحمته وربوبيته.

وفي الوقت نفسه، فإن عظمة تكبير الله ليست مصدر تهديد للعالم بل هي رمز للقوة الرحيمة والحماية الكونية. فهي تضمن حفظ نظام الكون واستقراره تحت رعاية رب العالمين الذي يحمي عباده ويقدم لهم الرعاية والنصر عند حاجتهم إليهما. كما تدفع هذه الخاصية المؤمنة حقّ تقربوا إلى بارئهم وتوجهت قلوبهم نحو مولاة عبدتهم وحده لا شريك له بالتزام الطاعات واجتناب المعاصي طلباً لإرضائه وطرداً لسخطه.

وبالتالي، فإن فهم معنى اسم الله "المتكبر" يساعد المسلم على إدراك مكانته المنخفضة مقابل علو مقام خالقه ومولاه. وعلى ذلك يستشعر الانتفاع بنعمه الجزيلة والشكر لها والتذكّر الدائم بأن مصيره مفتوح أمامه سواء كان الخير المصيري أو الشر المصيري بتقدير حكيم قادر ومقتدر مطلق الاحتكار لقهر القدر وخراب الأمور برحمته أو بتأديب منعه. ومن هنا، يبقى المرء ثابت القلب راسخ الإيمان مستمراً فيما أمره الله به ملتاثياً به وفي طريقه دائم التضرعات والاستغفار ترجيلاً لما قد يقع بسبب خطايا وآثام غائرة أصابت ضمير الإنسان الزائل هشاشة معنوية وحالة نفسانية قابلة للتغير وفقاً لحكمة الباري جل وعلا وإرادته المقدسة. وبذلك يصل المسلم لذروة سعادته الروحية المحضة حين يؤكد ثبات إيمانه ومعرفته بنوع نعمتي نعمة وجود الحياة الدنيا ثم الجنة الأخروية بأنهما بلطف وصلاح كريمه. وكل ذلك نتيجة لتقدير وضعت لكرم بنيان الصفات اللازمة لدستور دين الإسلام المستمد مباشرةً من القرآن والسنة الشريفتين وقدوتيهما النبي العربي محمد صلى الله عليه وسلم والأخلاق الفاضلة المرتبطة بها والتي تؤلف جماليات شخصية المؤمن وتميزه وسط مجتمعه المجتمع العالمي الأوسع نطاقا جغرافيا وأيدولوجيًا أيضًا!

ختاما، فإن تكبير الله عز وجل يجسد جوهره المطلق من العزة والقوة والرحمة والعدالة والرعاية اللامحدودة لكل خلق أرض وفلك مما يدعى بالحياة الإنسانية عامة وبالدين الإسلامي خاصة باعتبار أنه الدين الحق والخير الجامع للأمم كافة المنتسبين للإله الحق الواحد الاحد الفرد الصمد ولم يوجد له ولد ولم يكن له شريك.


الفقيه أبو محمد

17997 Blog posts

Comments