صيغة التسمية عند الذبح: الأحكام والآراء الفقهية

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد: تعد التسمية عند الذبح من الأمور المهمة التي يجب مراعاتها في الشريعة الإسلامية. وقد

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

تعد التسمية عند الذبح من الأمور المهمة التي يجب مراعاتها في الشريعة الإسلامية. وقد اختلف العلماء في صيغة التسمية المطلوبة عند الذبح، حيث ذهب جمهور أهل العلم إلى وجوب التسمية عند الذبح، بينما ذهب بعضهم إلى أنها سنة.

وفقًا لقوله تعالى: {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} [الأنعام: 121]، فإن التسمية واجبة عند الذبح. ومع ذلك، فإن التسمية تسقط بالنسيان، كما جاء في "العناية شرح الهداية": "إن ترك الذابح التسمية عند الذبح اختيارًا كان أو اضطرارًا عامدًا كان أو ناسيًا: قال الشافعي -رحمه الله- بشمول الجواز، ومالك بشمول العدم. وعُلماؤنا رحمهم الله فصلوا: إن تركها عامدًا فذبيحته ميتة لا تؤكل، وإن تركها ناسيًا أكل".

أما صيغة التسمية المطلوبة، فقد اختلف العلماء أيضًا. السنة عند الذبح أن يقول الذابح: "بسم الله والله أكبر"، كما جاء في حديث جابر رضي الله عنه في خطبة عيد الفطر، حيث ذبح النبي صلى الله عليه وسلم كبشًا وقال: "بسم الله والله أكبر". واختلف العلماء في ما إذا كان يجزئ غير هذه الصيغة أم يتعين لفظها.

ذهب الحنفية والمالكية إلى أن غير هذه الصيغة يجزئ، فلو تشهد أو سبح أجزأ. وقال في "منح الجليل شرح مختصر خليل": "وجب شرطًا فيها تسمية لله سبحانه وتعالى بأي اسم من أسمائه تعالى الحسنى عند الذبح". وقال أيضًا: "إن قال باسم الله فقط، أو الله أكبر فقط، أو لا حول ولا قوة إلا بالله، أو لا إله إلا الله، أو سبحان الله، من غير تسمية أجزأ، ولكن ما مضى عليه الناس أحسن، وهو: بسم الله والله أكبر".

في الختام، فإن التسمية عند الذبح واجبة وفقًا لجمهور أهل العلم، وصيغة التسمية المطلوبة هي "بسم الله والله أكبر"، ولكن غير هذه الصيغة يجزئ وفقًا لبعض العلماء.


الفقيه أبو محمد

17997 Blog posts

Comments