معركة حطين، التي تعتبر واحدة من أهم المعارك التاريخية في المنطقة العربية والإسلامية، وقعت تحديداً عند قرية حطين الواقعة شمال مدينة طبرية في الجليل الأعلى بفلسطين الحالية. كانت هذه القرية الصغيرة مسرحاً لهذه المواجهة الاستراتيجية بين جيوش المسلمين بقيادة صلاح الدين الأيوبي ومملكة بيت المقدس الصليبية عام 1187 ميلادية.

اختار صلاح الدين الموقع بشكل مدروس نظرًا لمزاياها الدفاعية والفخاخ الطبيعية التي توفرتها تضاريس المنطقة. فبينما كان المسلمون يتمتعون بميزة الأرض المرتفعة والمواقع القوية للدفاع، واجه الفرسان الصليبيون تحديات كبيرة بسبب سهل المعركة المنحدر وصعوبات المناورة خلال الغابة الشوكية الملتفة حول البلدة.

كانت معركة حطين محطة فاصلة في النزاع المستمر منذ عقود والذي عرف باسم الحروب الصليبية. فقد أدت هزيمة الجيش الصليبي إلى نهوض الدولة الإسلامية وعودة القدس تحت الحكم الإسلامي بعد حوالي قرن من الاحتلال الأوروبي. ومن هنا برز دور صلاح الدين كزعيم مؤثر وشخصية بارزة في التاريخ العربي والعالمي. وبينما تراجع نفوذ المسيحية الغربية، تعزز مكانة العالم الإسلامي وأثبت دوره المحوري في منطقة الشرق الأوسط وتاريخها المضطرب والمعقد عبر العصور المتلاحقة.