يُعدّ الحجر الأسود أحد أشهر الآثار الإسلامية الواقعة داخل المسجد الحرام بمكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية. يقع هذا الحجر في الركن الشرقي من الكعبة المشرفة، وهو جزء أساسي من طواف المسلمين خلال أدائهم لفريضة الحج والعمرة. وفقا للتقاليد الإسلامية، فقد وضع إبراهيم عليه السلام مع ابنه إسماعيل حجر أساس مكة، والذي يُعتقد أنه يشمل الحجر الأسود ضمن جوانبه.
يتمتع الحجر الأسود بشخصية مميزة كونه محفوظاً في إطار فضي منذ عام 1629 ميلادي عقب تعدي نفر من الخوارج على الكعبة والحجر نفسه أثناء غزوة الفتح الإسلامي لمكة. يُعتبر لون الحجر الأسود حالياً أكثر قتامة مقارنة بما كان عليه سابقاً بسبب التعرض للضوء ودرجات الحرارة الشديدة. يحتوي الإطار الفضي للحجر على ١٤ رطلاً من الذهب عيار ٢٢ قيراط ويحيط بالحجر بشكل دائرى.
يمثل الحجر الأسود رمز الاحتشاد والتوافق بين جميع الأديان والشعوب التي تؤمن بدين الله -سبحانه وتعالى-. فهو يجسد الوحدة الإنسانية ويعكس قدسية المكان والمكانة الروحية العالية للمسلمين تجاه بيت الله الحرام. عند الطواف بالكعبة، يسعى المؤمنون إلى لمس الحجر أو تقبيله احتراما له وللموقع المقدس المرتبط بإرث آدم وحواء وإبراهيم واسماعيل عليهم السلام. وبالتالي فإن وجوده ليس مجرد موقع جغرافي بل هو ذكرى تاريخية وثقافية ودينية عميقة الجذور بالنسبة للمسلمين حول العالم.