الحكمة من تحريم الربا، كما ورد في النصوص الشرعية، متعددة ومتنوعة. يرى العلماء أن تحريم الربا يأتي من عدة وجوه، منها:
- انتهاك حرمة مال المسلم: الربا يقتضي أخذ مال الإنسان من غير عوض، وهو ما يعتبر انتهاكًا لحرمة ماله، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "حرمة مال الإنسان كحرمة دمه".
- الإضرار بالفقير: غالبًا ما يكون المقرض غنيًا والمستقرض فقيرًا، فلو مكن الغني من أخذ أكثر من المثل، أضر بالفقير.
- انقطاع المعروف والإحسان: لو حل درهم بدرهمين، ما سمح أحد بإعطاء درهم بمثله، مما يؤدي إلى انقطاع المعروف والإحسان الذي في القرض.
- تعطل المكاسب والتجارات: الربا يحمل على الكسل والخمول، والابتعاد عن الاشتغال بالمكاسب المباحة النافعة، حيث قال ابن حجر الهيتمي: "تعطل المكاسب والتجارات والحرف والصناعات التي لا تنتظم مصالح العالم إلا بها".
- المقارنة مع الصدقة: الربا ضد الصدقة، فالمرابي ضد المتصدق. قال تعالى: "يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ".
- التعاون على الإثم والعدوان: العمل في بنوك تتعامل بالربا حرام، سواء كانت في دولة إسلامية أو كافرة، لما فيه من التعاون معها على التعامل بالمعاملات الربوية.
- الضرر على المجتمع: الربا يؤدي إلى تضخم الأموال وزيادتها على حساب سلب أموال الفقراء، ويعوّد المرابي الكسل والخمول، والابتعاد عن الاشتغال بالمكاسب المباحة النافعة.
هذه الحكمة من تحريم الربا تظهر جليًا في النصوص الشرعية، وتؤكد على أهمية تجنب التعامل بالربا لما فيه من ضرر على الفرد والمجتمع.