مقاصد سورة يونس: توجيهات سامية وآداب عالية

تعد سورة يونس واحدة من السور المكية في القرآن الكريم، باستثناء ثلاث آيات فقط يُقال إنها مدنية. وتتكون السورة من مائة وتسع آيات، وتعد من السور التي تتن

تعد سورة يونس واحدة من السور المكية في القرآن الكريم، باستثناء ثلاث آيات فقط يُقال إنها مدنية. وتتكون السورة من مائة وتسع آيات، وتعد من السور التي تتناول موضوعات متنوعة، منها مناقشة الكفار في العقائد الدينية، وتوجيه النظر إلى آيات الله الكونية، وسرد بعض القصص للعظة والعبرة، خاصة قصة موسى مع فرعون. كما تتناول السورة طبيعة الإنسان، ووصف الدنيا، وانتقال إلى وصف مشاهد القيامة المؤثرة، وإثبات البعث، ووصف القرآن وأثره في النفوس، ومناقشة منكريه.

تبدأ السورة بحروف مقطعة "الر"، والتي يختلف المفسرون في تفسيرها. بعضهم يرى أنها قسم، بينما يرى آخرون أنها اسم للسورة أو أنها تنبيه. ثم تنتقل السورة إلى مناقشة الكفار في عقائدهم الدينية، حيث يقول الله تعالى: "أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبٌ أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ" (يونس: 2).

وتتطرق السورة إلى قصة موسى مع فرعون، حيث يذكر الله تعالى قصة موسى عندما دعا فرعون إلى الإيمان بالله، لكن فرعون رفض واستمر في كفره. ثم يذكر الله تعالى قصة موسى مع العبد الصالح الذي أرسله الله إلى فرعون، وكيف أن العبد الصالح نجح في إقناع فرعون بالعودة إلى الله.

وتتناول السورة أيضًا طبيعة الإنسان، حيث يقول الله تعالى: "وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ" (يونس: 6). وتشير هذه الآية إلى أن الله تعالى يعلم ما يخطر على بال الإنسان، وأن الله أقرب إليه من حبل الوريد.

وفي نهاية السورة، تتناول موضوع البعث والجزاء، حيث يقول الله تعالى: "وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِي الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِي الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى" (يونس: 10). وتؤكد هذه الآية على أن الله تعالى سيجازي كل شخص بما يستحق بناءً على أعماله.

تعد سورة يونس من السور التي تحتوي على توجيهات سام


الفقيه أبو محمد

17997 Blog posts

Comments