الزّنا مصطلح ديني يشير إلى العلاقة الجنسية خارج نطاق الزواج بين رجل وامرأة ليست لديهما رابط قانوني شرعي. إنها جريمة خطيرة تُجرّمها الشرائع الدينية والأعراف الاجتماعية لأن لها عواقب وخيمة وآثار مدمرة على الأفراد والمجتمعات.
في الإسلام، يعد الزّنا واحدة من الكبائر التي تؤدي إلى عقوبات شديدة وفق القوانين الوضعية والتطبيق العملي للحدود المنصوص عنها في القرآن الكريم. وقد وضع الله عز وجل حداً واضحاً لكل من الرجل والمرأة إذا ثبت تورطهما فيه، سواء كانت المرأة غير متزوجة أو محصنة (ومتزوجة). العقوبة تتضمن جلد غير المتحصل مرتين بمائة جلدة بينما يعرض المصون لقطع الرأس نتيجة لتورطه بهذا العمل الآثم. إلا إنه ينبغي توافر مجموعة معينة من الظروف قبل تنفيذ تلك الأحكام القانونية بما فيها وجود الشهود العدول والجهد المستوفي للتحقق من سلامة الأدلة وعدالة الإجراء، وكذلك التأكد من بلوغ الشخص وعقلانيته واستشعاره لتحريم هذا النوع من التصرفات تمام الاستسلام دون تعرض للإكراه.
إن التحذير القرآني ضد الزنا لا يكمن فقط منع مباشرة الفعل، ولكنه أيضاً يدعو لتجنب كل ما قد يقترن بتقديمه ولو بشكل بسيط كالنظرات الخاطفة والعلاقات السرية والخلوة المشبوهة والابتسام المخالف للحياء العام. هذا يسمح للفرد بحماية نفسه من الانزلاق نحو الانحلال الأخلاقي وبالتالي الحفاظ على نظافة قلوب المسلمين مجتمعين وإبعادهم عن تطاول الخطايا عليهم وعلى أقربائهم.
أثر ارتكاب جريمة الزنا كارثي للغاية؛ فهي السبب الرئيسي لتشويه نسب الأطفال مما يفقد الأطفال حقوقهم الطبيعية ومن ذلك الحقوق المالية والاجتماعية والروحية كذلك. لذلك فقد حرص الدين الإسلامي منذ القدم على تنظيم مؤسسة الزواج كهيئة ترعى وتضم الأشخاص الراغببن في خلق أسرة سوية ونظام اجتماعي مطابق لقيم الفضيلة والقيم الروحية الموجهة للسلوكيات البشرية.
كما تلعب العلاقات الحميمة دوراً هاماً في نشر العديد من الامراض المعدية المنتشرة عالمياً حالياً مثل الايدز والبكتيريا الضارة الأخرى ذات الانتشار السريع عبر الاتصال الجنسي الخارج عن اطار الاحتضان الشرعي لمنطقة الأعضاء التناسلية لدى الطرفين. عدم مراعاة رفع درجة الوعي حول مخاطر هكذا تصرفات يزيد معدلات انتشار تلك الفيروسات القاتلة داخل مجموعات الناس المختلفة وفي النهاية تهدد تماسك وأمان الاسرة الواحدة وبالتالي المجتمع برمته لاحقاً.
بالإضافة للأسباب الصحية فإن انفتاح الباب أمام قضايا زنى أدوار جدلية لن تكون نتائجها أقل أهمية إذ سيؤدي حتماً لفقد الثقة بين الأزواج وبالتالي زيادة نسبة طلاق الأزواج وتدمير بنيان الأسرة البيولوجية والثقافية والدينية. وهذه حالة مرضية تعد خسارة كبيرة بالنسبة للفرد والمجموعة جمعائه بسبب اختلال وظائف البنية العائلية التقليدية والذي غالبًا سينتج عنه شعورا بانعدام الجدوى وانعدام الشعور بالأمان الوثيق للكثير من الشباب المقبلين حديثا علي مرحلة البلوغ خاصة أولئك ممن فقدوا ثقتهم بالعلاقة المقدسة المبنية أساسا علی روابط مؤسسية مشروعة مبنية علی رضا رب العالمين ورغبات القلب المُخلصة بمطلق الحرية والمعرفة كاملة دائرة حياة الأفراد والعلاقات الخاصة بهم. لذلك أكدت الدراسات العملية بأن ظهور ظاهره الزنى سبب رئيسي مباشر لاستفحال ظاهرة تفشي اعمال العنف ضد النساء وتمثيلهن بصورة منحطة امام رجال المجتمع المؤثرين فعليا علي مسارات القرار السياسي والصحيح تجاه مواجهة القضية المثارة بالساحة العالمية مؤخرا تحت اسم "تمكين المرأة". وذلك لأنه عندما تسقط صورتها الجمالية أمام العامة ستصبح عرضة لأنواع مختلفة من الترهيب النفسي والكبت الواقع عليها خلال فترة شبابها وشباب الرجال ايضا وستجعلها هدفسهل للاستخدام والاستغلال في اغراءاتها الشخصية بطريقة خاطئه ومعيبة حسب وجه نظر المفكر المغربي الكبير جمال الدين بن عبد الرحمن بن محمد المعروف بابن خلدون حين وصف الحالة بالتالي قائلا:" انقاذ امرأة بريئة خير لك خير مما فسد".