اشتهر إسماعيل عليه السلام بلقب "الذبيح"، وذلك بسبب موقف عظيم اختبره مع أبيه إبراهيم عليه السلام بتكليفٍ من الله عز وجل. وفقًا للسنة المطهرة، رأى إبراهيم في المنام رؤيا بأنه سيذبح ابنه إسماعيل، والذي كان الابن الوحيد لإبراهيم آنذاك. وعلى الرغم من شدة ارتباطهما العاطفي، استجاب كلٌ منهما بالإيمان والثقة التامة بوعد الله. عندما أخبر إسماعيل بإبراهيم برؤياه، رد بكل تواضع وتصميم قائلاً: "يا أبت افعل ما تؤمر، ستجدني إن شاء الله من الصابرين". هذه التجربة القاسية أثبتت إيمانهما الراسخ وثقتهما العمياء بالأوامر الإلهية.
وبالفعل، لم يستطع إبراهيم مقاومة الرؤيا وصمم على القيام بما تم طلبه منه رغم الألم الشديد الذي يشعر به تجاه ولده. ولكن في اللحظة الأخيرة، انزل الله تعاليه خروف بديلاً لسماعيل لينجو الأخير. وهنا ينبع سبب تكريم إسماعيل بهذا اللقب المؤثر والمعبر عن روح التقوى والصمود أمام المحن الإلهية. يُعتبر هذا الحدث واحدًا من أكثر القصص روعةً وروحيةً في الثقافة الإسلامية.
ليس فقط لأن اسم إسماعيل ذُكر مباشرة ضمن عدة آيات قرآنية عشرة مرات، ولكنه أيضًا لعب دورًا رئيسيًا في أحداث تاريخية مهمة. فهو الجد الأكبر للنبي محمد صلى الله عليه وسلم وكان جزءًا أساسيًا من قصة بناء بيت الله الحرام المعروف الآن بكعبة المشاعر المقدسة بجوار والده إبراهيم عليه السلام هناك بمكة المكرمة. كذلك فإن اللغة العربية كانت هي التواصل الرئيسي للإسماعليين الذين كانوا سكان تلك المنطقة الجغرافية مما أدى لتداخل ثقافتهم مع العربية والتي تعتبرها الكثير من الدراسات مرجعيتها الأولى. بالإضافة لذلك، غالبًا ما يتم ذكر إسماعيل بصفته مثال يحتذى به للالتزام الديني والاستقامة العالية حتى أيامنا الحديثة.
هذه الشخصية الغنية بالعبرة والدروس المستقاة جعلت لقبه ليس مجرد وصف بسيط لشخص لكن رمزاً لحالة كاملة من الطاعة والإخلاص المتساميان فوق المصاعب الإنسانية الطبيعية.