سورة الماعون هي سورة مكية، تتكون من سبعة آيات، وتحث على الرحمة والعدل. تبدأ السورة بسؤال استفهامي "أرأيت الذي يكذب بالدين؟" لتثير فضول الأطفال وتشوقهم لمعرفة من هو هذا الشخص الذي يكذب بالجزاء والبعث.
هذا الشخص، كما يوضح القرآن، هو الذي يدع اليتيم، أي يقسو عليه ويمنع حقوقه. اليتيم هو الطفل الذي فقد والده، وهو في أمس الحاجة إلى الرعاية والرحمة. الإسلام يدعو إلى حماية اليتيم ورعايته، كما قال الله تعالى: "وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ * أُولَٰئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ" (المؤمنون: 60-61).
كما يمنع هذا الشخص طعام المسكين، أي يمنع الطعام عن الفقراء والمحتاجين. المسكين هو الشخص الذي لا يملك ما يكفي من المال لتلبية احتياجاته الأساسية. الإسلام يدعو إلى مساعدة الفقراء والمحتاجين، كما قال الله تعالى: "وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ" (المعارج: 24-25).
وفي نهاية السورة، يحذر الله من مصير المصلي الذين هم عن صلاتهم ساهون، أي الذين لا يؤدون صلاتهم بانتظام وتركيز. هؤلاء الأشخاص الذين يظهرون التقوى أمام الناس ولكنهم يمنعون الماعون، أي يمنعون حقوق الفقراء واليتامى.
سورة الماعون تذكرنا بأهمية الرحمة والعدل في حياتنا اليومية، وتحثنا على رعاية اليتامى ومساعدة الفقراء والمحتاجين.