تبدأ سورة المنافقون، وهي السورة السادسة والستون في ترتيب المصحف الشريف، بتأكيد صفة الكذب والخداع التي تميز المنافقين. يقول الله تعالى: "إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ" (الآية 1). هنا، يوضح الله أن المنافقين، عند حضورهم مجلس النبي ﷺ، يظهرون الكذب والخداع من خلال شهادتهم الزائفة بأن النبي رسول الله.
ثم يبين الله تعالى في الآيات التالية أفعال المنافقين وأثرها على المجتمع المسلم. يقول تعالى: "اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ" (الآية 2). هنا، يشير الله إلى أن المنافقين يستخدمون أماناتهم كدرع لحماية أنفسهم من عواقب أفعالهم الخبيثة، مما يؤدي إلى صرف الناس عن طريق الله.
ويوضح الله أيضًا سبب طباعة القلوب على المنافقين، فيقول: "ذلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ" (الآية 3). هذا يعني أن المنافقين قد آمنوا ثم كفروا، مما أدى إلى طباعة القلوب عليهم، وبالتالي فقدان الفهم والوعي الحقيقي.
وتصف الآيات التالية مظهر المنافقين الخارجي وكيفية تصرفاتهم، فيقول الله تعالى: "وَإِذا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ" (الآية 4). هنا، يصف الله مظهر المنافقين الجميل من الخارج، ولكن عند الاستماع إلى أقوالهم، يجد المرء أنها لا معنى لها ولا تأثير، مثل الخشب المسند. كما يشير إلى أنهم يظنون أن كل صوت أو حدث هو ضد لهم، وهم العدو الحقيقي للمسلمين.
وتوضح الآيات التالية موقف