في سورة النجم، تُكتَب رسائل قيّمة حول جوهر الرسالَة المحمَدية والاعتقاد الراسخ بنبوّة محمد صلى الله عليه وسلم. تبدأ السورة قسمًا مدهشًا بإشارة إلى النجم المتحرك أثناء الغروب، مما يؤكد على صدق وحقيقة الوحي الذي جاء به النبي. هذا يُعتبر ردًّا مباشراً على تشكيكات قريش بشأن مصدر ونزول الوحي.
ويصف القرآن الكريم جبرائيل عليه السلام بأنه "روح قوي" خلال إيصال الرسالة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم. بالإضافة لذلك، ذكر العديد من الروايات التاريخية لرؤية النبي للحقيقة البدنية لهذه المفاهيم، بما يشمل مشاهدته لنفس الوحي أولًا في غار حِراء ثانيًا خلال رحلة الإسراء والمعراج. تصف روايته لجبرائيل بأنه صاحب six hundred wings والتي تغطي مساحة واسعة جدًا.
بعد التأكيد على نزول الوحي ودعم العقيدة الإسلامية، تتجه السورة نحو فضح عبادة الأصنام المنتشرة آنذاك. تقصّ الآيات باعتبار عدم جدوى تلك الأصنام التي اختلقها البشر وتم تقديسها زوراً. كما تستنكر الدعوات الخاطئة لقرب الشفاعة المقدسة لدى الرعاة في السماء، مستخدمة حجج عقائدية واضحة لإظهار انحراف وجهل هذه التصورات الدينية المضطربة.
ومن جانب آخر، تقدم السورة المقارنة بين صفوف المؤمنين والمشركين وفق منظور تعبدي واضح. تحدد خصائص الصف المستقيم بأنه مجموعة مرتبطة بالتزاماتها تجاه نعم الله تعالى، متجنبة الخطايا الكبرى والصغيرة مع الاعتماد الكامل على الرحمة الإلهية. بالمقابل، يظهر الجانب الآخر مصممًا على إنكار الحقائق المقدمة ومعتمداً فقط على الوسائط البيولوجية غير فعالة للشفاعة الإنسانية. تؤكد الآيات أيضًا سنة الله ثابتة منذ أيام آبائه القدماء إبراهيم وموسى عليهم السلام، حيث تقوم مسؤولية الأفراد بشكل ذاتي أمام أعمالهم الخاصة في الدنيا.
وفي النهاية، توضح سورة النجم جوانب مختلفة من قوة وتنوع خالق الكون عز وجل. فهو الواهب للجلال والسعادة والقادر على الموت والحياة حسب حكمه المطلق. كذلك فإن دوره محوري في إنشاء والتكاثر بين الرجال والنساء لتحقيق استمرار حياة النوع البشري. علاوة على ذلك، يتميز سطوع شمسه عبر نجوم متنوعة وألوان كالشعراء الرائعة شامخة فوق أرض الواقع. وفي السياق نفسه، تحذر السورة من المصير المرعب لأقوام عديدة سبقت للإساءة والكفر بالإيمان بالإله الواحد سواء بالنسبة لعاد وثمود والأمم المهلكة الأخرى بغضب رب العالمين.