في يوم جميل من أيام شهر ربيع الأول، تحت سماء مكة المكرمة الزرقاء الصافية، بدأت قصة عظيمة للطفل الذي سيغير مجرى التاريخ الإنساني. هذا الطفل هو سيد البشرية وخاتم الأنبياء، حبيب رب العالمين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم. عندما ولد رسول الإسلام الكريم قبل أكثر من ألف وأربعمائة عام، لم يكن ذلك مجرد ولادة عادية لأحد الأطفال؛ بل كانت بداية نهضة روحية وعلمية غيرت وجه الدنيا إلى الأبد.
كان جد الرسول العظيم عبد المطلب قد رأى رؤيا غريبة أثناء انتظاره لولادة ابنه عبد الله -والد النبي-. لقد حلم بأنه خروج نور من صدره ينير الأرض كلها حتى وصل إلينا نحن اليوم! كان هذا النور هو علامة واضحة على أهمية وخطورة دور ابن ابنته آمنة بنت وهب القادم قريبًا جدًا.
استقبل أبويه خبر الحمل بحماس كبير، لكن القدر كتب لها الفراق المبكر بعد ولادة طفلها العزيز بشهر واحد فقط. تركتها مع والدتها ذات الحنان أميمة بن أبي العاص لتتم رعايته هناك. نشأ الطفل بين أحضان نسائه الأقارب الذين عرفوا منذ البداية أنه مختلف كالنور المنبعث من قلبه الشفاف والمشرق دائمًا.
بعد فترة وجيزة، توفي أيضًا والدُه عبد الله تاركًا طفله الصغير وحيداً مرة ثانية أمام تحديات الحياة القاسية آنذاك. ولكن رحمة الله عز وجل جاءت بخالة مهيبة اسمها حليمة السعدية والتي ستقدم له الرعاية والحنان اللازم خلال سنوات تشكيله الأولى الحاسمة تلك. عاش سنوات مهمة برفقة أسرتها الرحبة مما أكسبه الكثير من السلام الداخلي والثبات الروحي المرتكز أساسه على محبة الناس ومبادئ الصدق والأخلاق الحميدة التي ما زالت تنير دروب ملايين المؤمنين عبر الزمن الطويل بكل يسر وسلاسة مذهلة حقا.
عند بلوغه سن الخامسة انتقل للعيش مع عمه أبي طالب كريماً كريماً لإتمام تعليمه وتحصيل العلم والمعرفة حول الدين والعادات الاجتماعية السائدة وقتها بالحجاز الغالي الجميل. وبفضل ذكاؤها الاستثنائي واستعداداته الطبيعية المتقدمة للغاية فقد برز بشكل مبهر داخل المجتمع المحلي أصبح يعرف باسم "محمد الأمين". استمر نجمه المتلألئ بالإشعاع نحو الآفاق الواسعة وسط مجتمع متعطش للمجد والفلاح الروحي المعنوي فوق كل اعتبار آخر تمام الاختلاف تمام الاختلاف كما لو كنت تقرأ صفحة جديدة جذابة في كتاب تاريخنا القديم!
ومع تقدُّم العمر لاحظ الجميع قدرته الخارقة على إيجاد حلول مبتكرة ومعالجة مشاكل عصره بطرق بسيطة وفعالة جداً جعلته رمز الوحدة والتآلف لكل قبائل المنطقة العربيه آنذاك بالإضافة لاستقطاب العديد منهم نحو دعوة الحق الإلهية الجديدة المستمدة مباشرة من مصدر سماوي واحد وهو القرآن المجيد منبع الأحكام والهدى والنور الدائم للإنسان المسافر عبر حياته القصيرة نسبياً هنا ولكنه يدوم بإذن الرب الدهر المديد المنتظر إنه لحكمة الله جل وعلى نعمائه الوافرة بنا جميعاثا بلا نهاية ولا حدود ولا مدافعا عنها دفاع المستضعفين عليهم رضوان الرحمن سبحانه وتعالى حق التقوى والخوف منه حالما يحلو لنا الامتثال لقواعد شرعه المطهرة حسب قوانينه الفطرية البديهية التوكيليّة الواردة في رسالات انعام ملكيته البشرية العامرة بمخلوقات متنوعة مختلفة الأشكال والأعمار والأمزجة إلا أنها انسجاماتها المكتومة طبيعتها تجمعهما موقف موحد موحد الموحدون هم أهل فرح صادق ومستحق إذ تحقق لهم مقصد النهايات السعادة الأبدية إن شاء الكافي الناهي والملك القهار في آخر الأمر بالتأكيد!