العين والسحر هما مفهومان متداخان غالبًا في الثقافة الإسلامية، ولكنهما مختلفان فيما يعنيه كل منهما. العين تشير إلى قوة تأثير نظر الشخص بطريقة سلبية دون قصد، بينما السحر يشمل استخدام القوة الخارقة للطبيعة لإحداث الضرر عمداً.
في الإسلام، تعتبر العين ظاهرة موجودة بناءً على العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي أكدت على خطورتها. النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال: "إن العين لتقع كما تُقع الرمح"، مما يدل على مدى شدتها وضررها. يمكن أن تؤدي النظر الغيور أو المحسود إلى إيذاء الآخرين، سواء كان ذلك صحياً أو معنوياً، بسبب الطاقة السلبية المنبعثة أثناء الرؤية.
بالنسبة للسحر، فهو محرم ومرفوض تماماً في الدين الإسلامي. القرآن الكريم يحتوي على آيات عدة تحذر منها وتبين ضررها الكبير. مثلاً، يقول الله عز وجل في سورة البقرة الآية رقم ١٠٢:"وَإِن يَكُنْ مِنْ قَبْلِهِم مِّن قَوْمٍ يُؤْمِنُونَ". هذا الآية توضح العقوبات الجلية لمن يستخدم السحر ويعتاد عليه.
من المهم التمييز بين هذين الأمرين لأن لكل واحد منهم علاجه الخاص حسب التعاليم الدينية. لعلاج آثار العين، يمكن اتباع طرق مثل طلب الرسول الأعظم أبي بن كعب رضي الله عنه بأن يتم تجنب النظر المكشوف عند رؤية شخص آخر بشكل مفرط لأنه قد يؤدي للعين. أما بالنسبة لسحر العيون، فإن العلاج الوحيد هو اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى والدعاء والتوجه إليه لحماية النفس والمجتمع من هذه الأعمال الشريرة.
بالتالي، رغم التشابه الظاهري بينهما، إلا أنه يوجد فرق كبير بين العين والسحر في جذوره وأثره وعلاجه وفقا للمبادئ الإسلامية الراسخة والمعتقدات الصحيحة.