تعدّ سورة الأنشقاق من سور القرآن الكريم المجيدة التي تحمل بين طياتها دلالات عميقة ومعاني سامية. وهي السورة الخامسة والتسعون بحسب الترتيب المصحفي وتتكون من خمس عشرة آية كريمة. بدأت هذه السورة العظيمة بتأكيد مبدأ الخلق والنشر للإنسان ومن ثم الانتقال إلى تصور يوم القيامة بشكل مشوق وجذاب.
في سياق الحديث عن فضائل هذا الفصل المبارك، يستحق التأكيد على أهميتها البالغة في تعزيز العقيدة الإسلامية وتعريف المؤمنين بما ينتظر البشرية بعد الحياة الدنيا. تعتبر الآيات الأولى منها تحذيرا مباشرا للناس حول الحقيقة الفطرية للحياة والموت وما سيؤول إليه مصير الإنسان يوم الدينونة الأخيرة. كما أنها تؤكد الثواب والعقاب المتعلق بأفعال الإنسان خلال رحلته الأرضية.
بالإضافة لذلك، فإن قراءتها لها مزايا روحانية عديدة؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ سورة النبأ وسورة الانشطار غفر له ما تقدم من ذنبه". وهذا يدل على الجائزة الروحية الكبيرة لقارئ هاتين السورتين القويتين اللتين تعدان جزءا أساسيا مما يعرف بسورة الأخبار الأربع عشر حسب بعض الروايات.
كما تشير العديد من الأحاديث الصحيحة الأخرى إلى مكانة عالية لسورة الأنشقاق ضمن مجموع الكتب المقدسة لدينا. فعلى سبيل المثال، روى الإمام أحمد وابن حبان والحاكم وغيرهم بإسناد صحيح عن أبي هريرة أيضا أنه سمع النبي صلوات الله وسلاماه يقول: "إن لكل شيء قلباً، وقلب القرآن يس"، وفي رواية أخرى ذكر فيها اسم تلك السورة تحديداً: "(والأنشقاق) هي القلب". وهذه الرواية توضح مدى ارتباط هذه السورة ارتباط وثيق بمكونات النص القرآني برمتها.
وفي النهاية، دعونا نتذكر دائما بأن كل حرف نقرأ منه القرآن الكريم يحقق لنا ثواب عظيم لدى رب العالمين سبحانه وتعالى. ونحن نوصيك أخيرا بأن تستمر في تقليب صفحات كتاب الله العزيز وأن تسعى لإتقان دراسته وفهمه كي تنعم بفوائد عظيمة تأتي معه في الدار الأعلى والتي ستكون خير زاد للمؤمن حين يقف أمام الملك القدوس جل وعلا.