في سيرة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، نجد قصصاً تعكس عمق الإيمان والتقوى لدى صحابته الكرام. واحدة من هذه القصص هي حادثة الغزوة التي عرفت باسم "تبوك". رغم أهميتها الاستراتيجية، إلا أن ثلاثة رجال اختاروا البقاء خلف الوادي لأسباب مختلفة. هؤلاء الرجال هم كعب بن مالك الأنصاري، مرارة بن الربيع الكناني، وهلال بن أمية الأشجعي. كل واحد منهم لديه سبب شخصي يجعل منه يقرر عدم الانضمام إلى القافلة العسكرية.
كان كعب بن مالك معروفاً بشجاعته ولكنها كانت هناك مشكلة شخصية عالقة بينه وبين أحد الأشخاص مما دفعه لتأجيل المغادرة حتى يتم حل الأمر. أما بالنسبة لمرارة بن الربيع، فقد ترك زوجته حديث الولادة واختار البقاء لرعايتها. بينما هلال بن أمية، الذي كان يعيل أسرت كثيرة، قرر أيضًا البقاء للنظر في شؤون منزله.
عندما علم النبي صلى الله عليه وسلم بتخلفهم، كان قلقه واضحا بسبب قرب نهاية موعد الرحيل. ومع ذلك، لم يستطع تجاهل التقوى والإخلاص للأعمال المنزلية والتزامات الأسرة. هذا الدليل الحي للإيمان رافق الصبر والصلاة حتى قام رسول الله بإرسال رسالة لهم طمأنتهم فيها بأن إيمانهم وتقواهم لن يُنسَى وأن ثواب أعمالهم سيستمر أمام الله عز وجل.
هذه الحادثة أثبتت مرة أخرى مدى فهم الإسلام للتوازن بين الجهاد الداخلي والخارجي. إنها توضح كيف يمكن لكل مسلم تقديم خدمات عظيمة للمجتمع والدولة عبر أداء واجباته الروحية والأسرية بشكل صحيح ودقيق. وفي النهاية، عندما انتهى موسم الطاعة العسكري، عاد الثلاثة إلى المدينة المنورة مرتاحين القلب بعد مواجهة شبهات الشيطان ونقل رسائل الأمان والنصح من سيد البشرity.