كيف انتهى حياة أبي لهب: رحلة رجلٍ بين الشرف والإثم

أبو لهب، واسمه عبد العزى بن عبد المطلب، هو ابن عم النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأحد أقربائه المقربين الذين عارضوا دعوة الإسلام بشدة. كانت حياته مليئة

أبو لهب، واسمه عبد العزى بن عبد المطلب، هو ابن عم النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأحد أقربائه المقربين الذين عارضوا دعوة الإسلام بشدة. كانت حياته مليئة بالصراعات الداخلية والخارجية التي أدت إلى نهايته المفجعة.

في بداية الدعوة الإسلامية، كان أبو لهب من أشد المعارضين لها. فقد رفض الاعتراف برسالة أخيه غير الشقيق رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، بل وشارك بشكل فعال في معاداة المسلمين والإساءة إليهم. كان يؤمن بوثنية قريش ويعتبر أن رسالة الإسلام تهديداً لعقيدته وللوضع الاجتماعي القائم آنذاك.

لم يقتصر دور أبي لهب على مجرد الرفض السلبي؛ بل عمل أيضاً على تشويه سمعة الإسلام ونبيه الكريم بوسائل مختلفة. لقد قام بتوزيع الحطب والنار أمام دار الأرقم بن أبي الأرقم -حيث كان المسلمون يجتمعون سرّاً للعبادة والتدبر- مما دفع بعض المؤمنين الجدد للتراجع خوفاً من التعرض للأذى الجسدي والمعنوي. بالإضافة لذلك، كثيراً ما كان ينشر الشائعات والقيل والقال حول الرسول وحوله بهدف إحراج المسلمين وإبعاد الناس عن دين الحق.

ومع مرور الزمن وكبر مد جسور الإسلام وانتشارها، بدأت آلام القلب تُرهقه أكثر فأكثر بسبب مواقف غروره واحتقاره تجاه نبيِّ الرحمة الذي لم يدخر وسيلة إلا استعملها لإرشاده إلى طريق النجاة ولكن بلا جدوى! وفي لحظة نادرة من اليأس والعجز منه انهارت صحته تدريجياً حتى فارق الحياة متأثراً بحروق شديدة أصيب بها أثناء محاولة إطفاء نار سببت حرائق هائلة في كعبة مكة نتيجة لسوء تعامله مع إحدى الشموع المقدسة خلال موسم الحج عام 668 ميلادي الموافق لعام 15 هجرية تقريبًا حسب الروايات التاريخية المتواترة والتي تؤكد أيضًا أنه توفي بعد وفاة زوجته الصماء بنت الحارث مباشرةً وبذلك تنتهي قصة هذا الرجل المريرة بموت مرير يعكس مصيره الأخروي الحزين كما جاء ذكر ذلك ضمن سورة المسد القرآن الكريم "تبًا لكما". وهكذا اختتم أبو لهب مشواره الدنيوي مذموماً ملعوناً وعاقبة سوء أفعاله واضحة لكل ذي عينين!.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات