في رحلة الحياة التي قد تنوء أحياناً بحمولها الثقيلة، يلجأ المؤمن دائماً إلى ربّه بحثاً عن الراحة وطرق الخلاص. إنّ الأدعية هي عتبات قلب مؤمن يطلب فيها العون الإلهي لرفع الهموم وإزالة الغموم. وفي هذا السياق، نستعرض مجموعة مختارة من الأدعية النبوية والأحاديث الشريفة والتي تحمل بين طياتها الأمل والتفاؤل بأن فرج الله قريب.
الأولى من هذه الأدعية هو دعاء النبي محمد صلى الله عليه وسلم عندما كان مضغوط النفس مرغم: "اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضٍ في حكمك عدلٌ في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحداً من خلقك أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي". هذا الدعاء يمكن للمسلم القائم بالدعاء أن يستخدمه للتعبير عن وضعه الداخلي واستجداء الرحمة والعون من الرب الكريم.
كما جاء في الحديث الصحيح عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 'إن لكل هم وغم فرجاً، وإن فرجه دعاء'. وهذا دليل واضح على أهمية الدعاء كوسيلة لتغيير الواقع نحو الأفضل.
بالإضافة لذلك، هناك العديد من الأدعية الأخرى المستمدة من السنة النبوية التي لها فوائد روحية ومعنوية كبيرة مثل قوله تعالى:"رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني* يفقهوا قولي"، وكذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"، وهي دعاؤات تساعد المسلم على تحرير نفسه من همومه وعصياناته، وتعزيز إيمانه وثقته بربه.
وفي النهاية، فإن الثقة والإيمان بأن الله يقضي الحاجات ويذهب البلوى هما أساس قبول الدعوات ومقتضى الاستجابة لها. يقول عز وجل:{وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان}. فلنتطلع دوماً للأعلى بدعائنا ولنعلم أنه مهما بلغتنا المعاناة، فالفرج يأتي مع الطاعات والدعوات الصادقة بإذن الله.
