سورة الشرح، وهي مكية بلا خلاف، نزلت في مكة المكرمة، كما أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما. هذه السورة المباركة تتحدث عن فضل الله ورحمته بالنبي محمد ﷺ، حيث يقول الله تعالى: "ألم نشرح لك صدرك" (الشرح: 1). هذا التعبير يشير إلى فتح صدر النبي ﷺ للإسلام، ولين قلبه، كما روى أبو صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما.
وتتابع الآيات في وصف فضل الله على النبي ﷺ، حيث يقول تعالى: "ووضعنا عنك وزرك الذي أنقض ظهرك" (الشرح: 2). هذا الوصف يشير إلى رفع الأعباء والمشقات عن النبي ﷺ، مما سهل عليه مهمة الدعوة إلى الإسلام. كما رفعت الآيات ذكر النبي ﷺ، مما جعله مشهورا ومكرما بين الناس.
وتؤكد سورة الشرح على رحمة الله وهدايته للنبي ﷺ، حيث يقول تعالى: "فإن مع العسر يسرا" (الشرح: 5). هذه الآية تعزز فكرة أن كل صعوبة أو مشقة ستليها يسر وفرج من الله تعالى.
وفي الحديث النبوي الشريف، روى أنس بن مالك رضي الله عنه عن مالك بن صعصعة أن النبي ﷺ أتاه جبريل وهو يلعب مع الغلمان، فصرعه، فشق عن قلبه، فاستخرجه، فاستخرج منه علقة، فقال: هذا حظ الشيطان منك. وهذا الحديث يشير إلى عملية جراحية حدثت في صغر النبي ﷺ، حيث تم تنظيف قلبه من أي تأثير للشيطان.
وفي النهاية، سورة الشرح هي دليل على رحمة الله وهدايته للنبي محمد ﷺ، حيث فتح الله صدره للإسلام ورفع عنه الأعباء والمشقات، مما سهل عليه مهمة الدعوة إلى الإسلام.