إِكْرَامُ الله لآخر ساعَةٍ مِن يَوم الجمعَة: فضلٌ عظيم وفرصة للتزكية الروحية

يعدّ يوم الجمعة من أيام الخير والفلاح عند المسلمين؛ فهو اليوم الذي اختاره الله تعالى ليبعث فيه نبيه محمد صلى الله عليه وسلم إلى البشرية جمعاء برسالة ا

يعدّ يوم الجمعة من أيام الخير والفلاح عند المسلمين؛ فهو اليوم الذي اختاره الله تعالى ليبعث فيه نبيه محمد صلى الله عليه وسلم إلى البشرية جمعاء برسالة الإسلام الخالدة. وفي هذا اليوم المبارك، خص الله جل وعلا ساعةً محددةً بنعمة خاصة وفائدة عظيمة، وهي آخر ساعة منه. هذه الساعة التي يُؤمن المسلمون بأنها تحمل طاقة روحية سامية وأن فيها مغفرة للذنوب وتيسير للأرزاق بإذن الله.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "إنَّ لِلّهِ ساعاتٍ في اليَومِ لا يُرَدُّ فيها الدُّعاء"، ومن بين تلك الساعات العظيمة هي آخر ساعة في نهار يوم الجمعة. وقد وردت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تشير إلى أهميتها، منها حديث النبي صلى الله عليه وسلم حيث يقول: "فيه ساعة يستجاب فيها الدعاء". يؤكد ابن القيم الجوزية رحمه الله في كتابه "زاد المعاد" قيمة هذه الساعة وما يحصل فيها للمسلمين من ثواب جزيل ومغفرة واسعة لمن اتخذها مصلى وخالصاً لله.

يشدد علماء الدين الإسلامي على ضرورة استثمار المسلم لهذه الفرصة الثمينة في التقرب إلى الله عز وجل عبر أداء الفرائض كصلاة الظهر والعصر والجماعة، بالإضافة إلى الاستغفار والتوبة والدعوة إليه سبحانه بما يفيد الدنيا والأخرى. كذلك يمكن للمسلم خلال هذه الفترة القصيرة أن يسعى للحصول على البركة والخير الوفير من العبادات الأخرى مثل الصدقة وصلة الرحم وحفظ القرآن الكريم وغير ذلك مما يرضي الرب ويتقرب به إليه.

ومن الجدير بالذكر أيضا أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يولون اهتمامًا خاصًا بهذا الوقت المبارك حتى أصبح لديهم علامات ومعايير لتحديد وقت قرب دخول تلك اللحظة العزيزة حسب طول ظل الأشياء واختلاف لون الشمس وغيرها من مؤشرات طبيعية متعارف عليها آنذاك. وهذه الإشارة التاريخية تعكس حرص صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإدراكهم لأهمية آخر ساعة من يوم الجمعة.

وفي نهاية المطاف، فإن معرفتنا بفوائد وأثر آخر ساعة من يوم الجمعة تدفعنا نحو اغتنام كل لحظة من حياة المرء لتحقيق أعلى درجات التقوى والإخلاص لعبادة خالق الكون الواحد القدوس. فلنحرص جميعا على إحياء هذه السنة الغراء والاستفادة القصوى منها قبل فوات الأوان وبعده أيضًا. فالله كريم غفور رحيم بعباده المؤمنين الذين يقتربون منه بكل خشوع وانكسار ويطلبون منه المزيد والمزيد من نعمته وجوده وطاعته.


الفقيه أبو محمد

17997 Blog indlæg

Kommentarer