في سياق العقيدة الإسلامية والتاريخ الروحي للإنسانية، تعتبر قصة انشقاق القمر حدثاً بارزاً تم توثيقه بشكل واسع عبر النصوص الدينية والأحاديث النبوية. هذا الحدث الفريد يعتبر دليلاً واضحاً على قدرة الله تعالى ورسالة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. حسب المصادر التاريخية والمرويات المتوارثة، يشير انشقاق القمر إلى ظاهرة طبيعية فريدة حدثت خلال حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم كإحدى العلامات المعجزات التي أكدت صدقية رسالته.
وفقاً لتلك المصادر، وقع الانشقاق عندما طلب قريش من النبي محمد صلى الله عليه وسلم إثبات دعوته من خلال خلق معجزة ملموسة. وبينما كانوا مجتمعين حول جبل الصفا ليروا ما سيحدث، انقسم القمر نصفين حتى أصبحا مثل هلالين متباعدين، مما أدى إلى حالة من الرعب والخوف بين المشركين. هذه التجربة النادرة عُرضت أمام المجتمع المحلي بأكمله كمؤشر على قوة وتعاليم الإسلام المبكرة.
التفسير العلمي لظاهرة "انشقاق القمر"، كما ورد في بعض الدراسات الحديثة، قد اقترح أنها ربما تكون نتيجة كارثة كونية كبيرة مثل اصطدام كويكب صغير بالقمر أو ثوران بركان عميق أسفل سطحه. ومع ذلك، فإن الأثر الثقافي والديني لهذه الحادثة يبقى ثابتاً ومألوفاً لدى المسلمين في جميع أنحاء العالم كدليل تاريخي حي لعظمة الخالق وعظمته. إنها شهادة مذهلة على القدرة الإلهية والعلاقة الرابطة بين الإنسان والإطار الكوني الواسع الذي نعيش فيه.