الإشمام؛ علامة مهمة ضمن علم العروض والقواعد النحوية في اللغة العربية. وهو يشير إلى حالة الوقف التي تتطلب فيها الحروف الأخيرة للكلمة تغيير نبرة الصوت عند القراءة بشكل متدفق. هذه الخاصية ليست فقط ذات أهمية لجماليات الشعر العربي ولكنه أيضا يظهر في النصوص اليومية.
إحدى الأمثلة الأكثر شهرة هي "الإشمام الصغير". يحدث هذا النوع عندما ينتهي البيت الشعري بحرف متحرك غير ممدود مثل "أ"، "و"، "ي". مثال جميل يمكننا الاستشهاد به هو بيت شعر أبي الطيب المتنبي: "صَبَرتُ عَلَى الْمَرءِ وَقَدْ سُميتْ/ فَاِصبِر فَنَضجَت كَمَا يُرَادُ". هنا، يتم إكمال البيتين بإشمام صغير لأن الأحرف الأخيرة - "ت"، "د"- متحركة ولكنها ليست ممددة.
ثم هناك "الإشمام الكبير"، والذي يستخدم عندما يأتي بعد حرف ساكن آخر وليس بين هذين الحرفين حرف مد مديد أو حرف لين. بيت شعري معروف بهذا النوع موجود في ديوان امرؤ القيس: "بِنِيزَكٍ غَيَّرَ الثَّوبَ المُضَرِّبَّ / مُساوِيًّا الوَدينِ تَحتَهُ سابِلٌ". هنا، الأخيرتان من كل بيت ("ب") خاضعتان للإشمام الكبير بسبب وجود حرف ساكن قبلهما مباشرة بدون اي مد طويل.
بالإضافة لذلك، يوجد أيضًا نوع يعرف باسم "الإشمام الثلاثي". يحدث هذا حين تنتهي الكلمة بثلاث أحرف متحركة مع استبعاد الحركات القصيرة والعزيمة (مثل الألف). أحد نماذج ذلك يكمن في قول الشاعر الجاهلي طرفة بن العبد: "وَأَشرَبُ الخمر مُعاقراً أصابني/ ثُمّ أبكي ولَهفةٌ وإشفاق". الجزء الأخير من الآية يعاني من الإشمام الثلاثي نتيجة للأحرف المتحركة النهائية-"قا" و"قا" و"كا".
في الواقع العملي، قد يكون الإشمام واضحاً جداً في بعض اللهجات المحلية للغة العربية، خاصة تلك المرتبطة بالشعر المنقول شفهياً. إنه ليس مجرد قاعدة نحوية وإنما جزء أساسي من الموسيقى الفنية والنغمات الخاصة باللغة العربية.