تعد آية "واتقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون" من آخر ما نزل من القرآن الكريم، وهي خاتمة لأحكام وأوامر ونواهي. هذه الآية تحمل في طياتها الوعد على الخير والوعيد على الشر، وتؤكد على أن كل نفس ستحاسب على أعمالها الصغرى والكبرى، الجلية والخفية. إن العلم بأننا سنعود إلى الله يوم القيامة يوجب الرغبة والرهبة، وبدون هذا العلم لا يمكن تحقيق التقوى الحقيقية.
تُشير الآية إلى يوم القيامة، يوم الرجوع إلى الله، حيث سيتم حساب كل نفس على أعمالها. هذا اليوم هو يوم الرعب العظيم، حيث ستحدث زلزلة الساعة، وهي شدة الخوف والفزع التي لا مثيل لها. هذه الزلزلة هي رمز لاهوال القيامة وأهوالها، وهي تحذير من الله لعباده ليتقوه ويطيعوا أوامره.
إن التقوى المذكورة في الآية هي تقوى عبادة وخضوع لله سبحانه وتعالى، وهي تتضمن تنزيهه عن النقائص والشرکاء. إنها تقوى تحث على امتثال أوامر الله واجتناب نواهيه، مما يؤدي إلى نجاة المؤمنين من رعب يوم القيامة.
إن الرجوع إلى الله في هذا اليوم هو رجوع إلى الحساب والجزاء، حيث سيتم تقدير كل نفس على أعمالها. هذا الرجوع هو دليل على وحدانية الله وقدرته على الحكم والجزاء، وهو ما يجب أن يجعل المؤمنين يتقونه ويخشونه.
في الختام، آية "واتقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله" هي دعوة للتقوى والخضوع لله سبحانه وتعالى، وتذكرنا بيوم القيامة وأهواله، وتؤكد على أن كل نفس ستحاسب على أعمالها. إنها خاتمة لأحكام القرآن الكريم، وتوجيه للمؤمنين ليتقوا الله ويستعدوا ليوم الحساب.