في الإسلام، الصيام فريضة ضرورية خلال شهر رمضان المبارك. ولكن هناك بعض المسائل المتعلقة بالأفعال التي قد تحدث خلال فترة الصيام والتي تحتاج إلى فهم دقيق لتحديد تأثيرها على حالة الصوم. أحد هذه الأحداث هو "نزول المذي". وفقا للإمام النووي رحمة الله عليه, المذي هو نوع من السوائل الرقيقة البيضاء ذات الالتصاق الذي يحدث نتيجة للحافز الجنسي قبل الاستمتاع الجنسي وتكون خرجته سلسّة بدون الشعور بذلك. وهو ليس فقط لدى الرجال ولكنه أيضاً لدى النساء. هذا السائل غير نجس حسب البعض ولكنه يحتاج لغسل الأعضاء المصابة كجزء من عملية الطهارة للصلاة.
بشأن تأثير نزول المذي على الصيام, تتباين آراء الفقهاء كما يلي:
- مدرسة الأحناف: يقولون أنه بغض النظر عن كيفية حدوث نزول المذي (عن طريق لمسه أو النظر) لا يفطر الصوم لأنه ليس مثل المني الذي يعد مانعا لصحة الصوم.
- مدرسة الشافعية وأبو حنيفة: اتفقوا أيضًا بأن نزول المذي لا يفطر الصيام لأن الأصل في الشرع هو البراءة حتى يأتي الدليل بخلاف ذلك.
- مدرسة الحنابلة: لديهم رأي مختلف. بالنسبة لهم، إذا أدّى نزول المذي إلى شعور شديد بالإثارة أو الضغط الجنسي الناجم عن اللمس أو التقبيل مثلاً، فهذا الأمر سيعتبر باطلا للصيام. أما لو حدث بناءً على مجرد التفكير أو المشاعر المرتبطة بالموضوع لكن دون اتصال جسدي مباشر، فلا يبطله ذلك.
إضافة لذلك، يوجد العديد من الأشياء الأخرى التي قد تفطر الصوم والتي تشمل: الحيض والنفاس للأناث، تناول الطعام والشراب عمداً، القيام بالقئ بشكل متعمد وكامل، ونزول المني بهدف جنسي وليس جنباً لأمر خارج عن الإرادة البشرية. كل هذه الظروف تعتبر عوامل لإفساد الصوم وتطلب التعويض بصيام أيام أخرى لاحقا.
على العموم، ينصح دائماً بتجنب المحفزات التي يمكن أن تسبب تلك المواقف كي تحافظ على سلامة صومك طيلة الشهر الكريم.
