حكم البسملة في الوضوء والغسل: بين السنة والبدعة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد: تعتبر البسملة سنة في الوضوء والغسل عند جمهور أهل العلم، بما في ذلك بعض علماء الحناب

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

تعتبر البسملة سنة في الوضوء والغسل عند جمهور أهل العلم، بما في ذلك بعض علماء الحنابلة. يقول المرداوي الحنبلي في "الأنصاف": "وسنن الوضوء عشر: السواك بلا نزاع، والتسمية، وهذا إحدى الروايات". ووافقهم على ذلك بعض علماء الحنابلة، حيث يرى المذهب أن التسمية سنة في الوضوء والغسل.

وعلى الرغم من ذلك، هناك من يرى أن التسمية واجبة في الوضوء والغسل، وهو مذهب بعض علماء الحنابلة. ومع ذلك، فإن الأحاديث الواردة في هذا الشأن ليست قاطعة، وقد اختلف العلماء في تفسيرها.

ومن المهم أن نلاحظ أن البسملة ليست بواجبة في الوضوء والغسل وفقاً لرأي الجمهور من العلماء. وذلك لأن الله تعالى لم يأمر بها في الوضوء كما أمر بها في الذبح، ولم يرد دليل شرعي واضح على وجوبها في الوضوء. بالإضافة إلى ذلك، فإن الأحاديث الواردة عن النبي ﷺ في الوضوء في الصحيحين لم تذكر التسمية قبل الوضوء.

ومن المهم أيضاً أن نذكر أن البسملة ليست قرآناً إلا بالقصد، كما ذكر النووي. وبالتالي، فإن ذكرها أثناء الوضوء أو الغسل لا يعتبر قرآناً إلا إذا كان القصد منها هو القراءة.

في الختام، يجب على المسلم أن يتبع ما جاء به النبي ﷺ في عباداته، وأن يتجنب الابتداع في الدين. فالأصل في العبادات التوقيف، ولا يجوز ابتداع شيء من أنواع العبادة لم يأت به النبي ﷺ. ومن أتى بشيء مما لم يأت به الله عز وجل ولا رسوله فقد أحدث في دين الله عز وجل، وعمله هذا مردود.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات