الصلاة، عمود الدين الإسلامي وركن أساسي من أركانه، هي علامة واضحة على إيمان المسلم وطاعته لله تعالى. ومع ذلك، فإن مجرد أدائها وفقاً لأركانها وأحكامها ليس هدفاً كاملاً بدون الخشوع. فالخشوع في الصلاة يمثل حالة روحية سامية، يجتمع فيها قلب وعقل وعاطفة المرء مع رب العالمين. فهو حالة تعكس انكساره وخضوعه أمام سلطان الجلال والإكرام.
الخُشوع في الصلاة له أهميته البالغة لأنه يعكس مدى تقرب العبد من ربه، ومدى شعوره بحضور الحق جل جلاله. وهو دليل واضح على قوة إيمان المسلم واستجابته لنداء ربه. كما أنه وسيلة لتحقيق الطمأنينة والراحة النفسية، مما يساهم في تخفيف الضغط النفسي والعاطفي الناجم عن متاعب الحياة اليومية. وفي هذا السياق، يقول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم: "مالكم يصلي أحدكم يصلي إن شاء وقام وإن شاء قعد حتى يأمركم الله؟". مبيِّنا بذلك أهمية الانضباط أثناء الصلاة.
إن فوائد الخشوع في الصلاة عديدة ومتنوعة منها:
- ترسيخ الشعور بالرهبة والخوف من الله سبحانه وتعالى: فالخشوع يحقق نوعاً من الاحترام والتقديس المطلوب تجاه الرب القدير.
- توثيق علاقة الثقة المتبادلة بين العبد وخالقه: فعندما يشعر المرء بخضوع قلبه لعظمة الخالق، تتطور لديه رابطة وثيقة تعتمد أساساً على الأخوّة الروحية والثقة المطلقين.
- زيادة يقظة الذات وإصلاح النفس: فالخشوع خلال الصلاة يعمل كوسيلة للتطهير الداخلي وضبط النفس وضبط الشهوات والأفكار المنحرفة.
- تحقيق رضى الله وتحقيق مغفرة الذنوب: فقد ورد في الحديث الشريف عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: "من صلى ثم جلس ولم يتحدث حتى ينصرف خرج من خطاياه كيوم ولدته أمه". مما يؤكد فضل الصلاة المقترنة بالخشوع كمفتاح لغفران الخطايا وحصاد الثواب الكبير.
- اكتساب البركة والنعم الدينية والدنيوية: فتطبيق الخشوع في أداء الفريضة يمكن أن يؤدي إلى توسيع مصارف الخير ونشر السلام والمحبة حول المجتمعات البشرية جمعاء.
- تنقية القلب وضبط ردود الأفعال ضد الشرور الحسية والمعنوية: وذلك عبر تطبيق الهداية القرآنية:"وَإِنْ كُنتُمْ لَتَفْعَلُونَ. [الأعراف : 98]" والتي تشدد على ضرورة ضبط التصرفات الشخصية بما يعزز المشاعر الإنسانية الإنسانية نحو الرحمة والقوة الداخلية للدفاع عن العدالة الاجتماعية ضد ظلام الغرائز الحيوانية بغرس المزيد من التقوى والصبر والسلوك المثالي لدى الأفراد المنتظمين بالأعمال الدينية الحميدة كالصلوات المكتوبات وغير المكتوبات الأخرى مثل نوافل الليل والصيام وما إليها حسب القدرة والجهد الشخصيين لكل مؤمن مؤمنة .
وفي النهاية، يجب التأكيد بأن تجنب عوامل التشويش الخارجي مثل الملابس الضيقة أو الموسيقى وصوت الشارع عند موعد دخول الوقت المناسب للصلاة مهم للغاية للحفاظ على تركيز صاحبها وبالتالي بلوغ مرحلة عالية من التدبر والتفكر داخل محراب الخشوع أثناء تأديته لهذه الشعائر المقدسة المقدسة المدونة لها مكانتها الخاصة ضمن تعاليم ديننا الحنيف منذ بداية نزوله عبر جبريل عليه السلام للنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وفق الوحي المنزل المطابق لسنة رسول الاسلام المجتبى ذات الزيادة في نور العلم والعمل الصالح بإذن الله رب العالمين .