في رحلة اكتشاف الحياة الإنسانية، يلعب الحديث النبوي دوراً محورياً كمصدر للإرشاد والتوجيه الروحي والمعرفي. وفي هذا السياق، يستعرض هذا المقال بعضاً من أهم الأحكام والأخلاقيات المنبثقة عن السنة المطهرة -التي هي مصدر آخر للتشريع بعد القرآن الكريم-. إن التأمل في هذه التعاليم يساعدنا على فهم عمق رسالة الإسلام وتعميق معرفتنا بالشخصية المحمدية.
- الصدق أساس البر والجنة: يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الصِّدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة" مستذكرا الآثار الإيجابية المترتبة على الصدق بداية بتحقق البر وثبات النفس عند الحقوصولا للجنة والحصول على رضا الرحمن. كما يحذر أيضا من عواقب الكذب والتي تؤدي بشكل متدرج نحو الانحراف والفجور والنار نتيجة لتأثير السلوك السلبي المتكرر علي القلب والعقل .
- حفظ الأمانة : يشرح لنا الحديث كيفية نزول خلق الأمانة في قلوب الناس خلال مراحل مختلفة من حياتهم بدءا بطبيعتهم الخلقتية وانتهاء بغرس العلم والمعرفة لديهم عبر القران والسنه مما يؤدي لاحقا لصيانة حقوق الاخرين واحترام الوعود والعهود المقدمة لهم . وفي ظل غياب تلك الصفة الحميدة ستصبح الثقه بين المجتمعات شيئا نادرا وستتحول العلاقات الاجتماعية لعلاقات تبادل مادى فقط بلا اي اعتبار أخلاقي روحي رادع.
3ـ فضل الأذكار وتعظيم مقامها: يجسد كلام سيد البشر اهميه ذكرالله سبحانه وتعالى واستحضاره دومآ سواء بالتلفظ بها مباشرة مثل اذكار الرحمة والكرم والشكر(سبحان الله وكبره) ام العمل بها كالاصرار والاستمرار عليها . فهو نور يقرب المؤمن ويتطهره ويتجنبه الوقوع بالسقطات بسبب قوة تأثير القدر والخيرة المقترنة بذلك النوع الخاص من الاعمال. بالإضافة لذلك فإن كثرة هذة االصنف الاخير سوف تخفف الاثام حتى لو كانت كتلك الموجودة داخل بحيرة كبيرة بينما نقابل نتائجها بان تكفر ذنوب الإنسان مهما بلغ مقدار خطايائه .
4 ـ شفاعة رسول الله يوم القيامة لمن اتبع سنته وطاعته : يعبر الخطاب السابق حول تشابه حالاته الشخصية بالموتى الذين سيقف امامهم للاستشهاد ومقابلة دعائهم وتأييد حقوانيته للأمر قبل تقديم نفسه للشفعاء الآخرون . يدلل مضمون النص على مكانة الصحابة رضوان الله عليهم وعظم شانهم لدى الرسول وأثر محبتهم لديه ومعرفته الخاصة بهم فرد فرد ، وهو ذات السبب خلف محدودية اختيارات المنافقين وقت اختيار الراوي لحليف سياسي ينتمي الي طرف بعينه ولا يعدو مجرد تمثيل شكلي ليس إلا !
خلاصة القول بأن كل ما ورد سابقا وغيره الكثير الكثير ممن لم يتم تسجيلها هنا دليل دامغعلى مدى اهتمام الاسلام بالأعمال الداخلية للنفس وانطلاقا منها تنطلق التصرفات الظاهرية والذي حين تحقيقها يصل المرء الى درجات عالية من التقرب لله وصلاح معيشته الدنيا والاخرة بإذن الواحد الاحد جل وعلى