أهمية الإيمان بالكتب السماوية للأطفال: فهم الوحي الرباني عبر التاريخ

يعدّ الإيمان بالكتب السماوية أحد الأركان الأساسية للإيمان في الإسلام. لقد اختار الله سبحانه وتعالى أن ينشر تعاليمه ويعطي هدى لأمته عبر كتب مقدسة نزلت

يعدّ الإيمان بالكتب السماوية أحد الأركان الأساسية للإيمان في الإسلام. لقد اختار الله سبحانه وتعالى أن ينشر تعاليمه ويعطي هدى لأمته عبر كتب مقدسة نزلت بواسطة الملائكة المباركين. تُعتبر هذه الكتب دليلًا واضحًا على وحدانية الخالق وحكمته، وهي تشكل جزءًا لا يتجزأ من عقيدة المسلم الصغير والكبير alike.

تبدأ رحلة العقائد الدينية بالأطفال بتعليمهم حول وجود رب واحد هو خالق هذا الكون بكل ما فيه. ثم يأتي دور شرح طريقة انتقال الوحي منه عز وجل إلى الأرض باستخدام رسولاته المصطفين. هنا تكمن أهمية الحديث عن الكتب السماوية؛ فهي ليست مجرد روايات تاريخية، بل مصدر إلهام روحاني ومعرفي عميق يكسر حاجز العمر ويفتح أبواباً للتأمل والعظمة أمام الطفولة البريئة.

بدءًا بالتوراة المقدسة التي نزلت على يد النبي موسى عليه السلام والتي تحتوي قوانين وشرائع لحياة بني إسرائيل الأولى، وحتى الزبور المنزلة على داود عليه السلام مليئة بالمواعظ والحكم الأخلاقية، فإن لكل كتاب منهم مكانته الخاصة ضمن منظومة الدين الإسلامي. كما يُذكر كذلك إنجيل المسيح عيسى ابن مريم والذي يعد امتدادًا لما جاء قبله من شريعة التوراة، إضافة إلى صحائف إبراهيم الجد الأكبر لأممٍ عديدة اليوم.

ومن بين تلك الكتب أيضًا موضع اهتمام خاص ألا وهو القرآن الكريم، المكتوب بالعربية منذ قرون مضت ولكن محفوظ بحفظ الله حتى نهاية العالم بمضامينه المحكمة وآياته الباهرة ونصه المعجز. فهو ليس مجرد دستور للحياة الروحية فقط بل يساهم بشكل ملحوظ في تنمية الوعي والقيم الاجتماعية والجوانب التربوية للأجيال القادمة أيضًا.

بهذا السياق، يمكننا التأكيد بأن غرس حب واحترام تعاليم الكتاب المقدس المختلفة داخل الأطفال المسلمين يحقق هدفًا أخرويًا ساميًا، وذلك بإعداد قواعد مجتمع متماسك ومتسامح يؤمن بديمقراطية الأفكار ويتقبل الاختلافات الثقافية بروح تقدير واحتفاء بالسماء الواحدة والخالق الواحد جل وعلا. إن معرفتهم بهذه الأديرة الخطيرة ستضمن لهم مستقبلاً مشرقًا مبنيًا على أسس راسخة من العلم والمعرفة والحفاظ على الهوية الدينية والثقافية المتجذّرة في جذور الإنسانية العالمية المتنوعة لكنها متحدّة بهدف نبيل واحد وهو خدمة ذات الغاية الأعلى.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات