يوم الجمعة من الأيام الفاضلة التي حثّ الإسلام على الإكثار من الذكر فيها. قال الله تعالى: "فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" (الجمعة: 10). ويستحب للمسلم أن يزيد من أذكار الصباح والمساء في يوم الجمعة، بالإضافة إلى أذكار خاصة بهذا اليوم المبارك.
من أهم الأذكار الخاصة بيوم الجمعة هي كثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. فقد روى أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين" (رواه الحاكم وصححه الألباني). كما يستحب الحرص على الدعاء نهار الجمعة، حيث روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئًا إلا أعطاه إياه" (رواه البخاري ومسلم).
ومن فضائل يوم الجمعة أيضًا أنه يوم خلق آدم عليه السلام، ودخول الجنة، وخروج منها، كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: "فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها" (رواه مسلم). ويوم الجمعة هو يوم جمعة المسلمين، حيث قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "إنّي لأعلم أي يوم نزلت هذه الآية: "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا"، نزلت يوم عرفة في يوم جمعة" (رواه البخاري).
وفي يوم الجمعة، تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار، وتصفد الشياطين، كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: "إن في الجنة بابًا يُقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم يُقال لهم أين الصائمون؟ فيدخلون منه فإذا دخل آخرهم أغلق فلم يفتحه أبدًا" (رواه البخاري ومسلم).
وفي الختام، فإن يوم الجمعة هو يوم مبارك يستحق من المسلم أن يزيد فيه من الذكر والدعاء، مستذكرًا فضائل هذا اليوم العظيم.