الحمد لله الذي هدانا للإسلام، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد، فإن صلاة الوتر من السنن المؤكدة في الإسلام، وهي من أهم العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى في آخر الليل. وفي هذا المقال، سنستعرض أحكام صلاة الوتر عند الشافعية، مستندين إلى الأدلة الشرعية والآراء الفقهية.

أقل الوتر وأكثره:

يقول الشافعية إن أقل الوتر ركعة واحدة، كما جاء في حديث ابن عمر رضي الله عنهما: "صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خفت الصبح فأوتر بواحدة". ومع ذلك، فإن الكمال والأفضل أن لا يوتر بأقل من ثلاث ركعات، كما جاء في حديث أم سلمة رضي الله عنها: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بسبع أو بخمس لا يفصل بينهن بتسليم".

صفة الوتر:

تكون صلاة الوتر بركعة واحدة، أو بثلاث، أو بخمس، أو سبع، أو تسع إذا اتصلت هذه الركعات بسلام واحد. ففي الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما: "أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب فقال: كيف صلاة الليل؟ قال: مثنى مثنى، فإذا خشيت الصبح فأوتر بواحدة". ويستحب أن يقرأ في الأولى بـ "الأعلى"، وفي الثانية بـ "الكافرون"، وفي الثالثة بـ "الإخلاص".

فصل الشفع عن الوتر:

يقول الشافعية إن فصل الوتر عن الشفع هو الأولى، على خلاف المالكية الذين يكرهون وصل الشفع بالوتر. قال خليل: "وعقب شفع منفصل عنه بسلام إلا لاقتداء بواصل وكره وصله".

كيفية النية:

في صلاة الوتر ثلاث ركعات، ينوي المسلم الشفع والوتر معًا. ففي حديث أم سلمة رضي الله عنها: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بسبع أو بخمس لا يفصل بينهن بتسليم". ومع ذلك، فإن فصل الركعات الثلاث بنية الشفع والوتر صحيح أيضًا، لكنه مكروه عند المالكية.

القنوت في الوتر:

يستحب القنوت في الوتر أحيانًا، من شاء فعله ومن شاء تركه. والأفضل أن يكون الترك أكثر من الفعل، ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قنت في الوتر.

أفضل وقت لصلاة الوتر:

يقول الشافعية إن أفضل وقت لصلاة الوتر هو آخر الليل، كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: "من خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل، فإن صلاة آخر الليل مشهودة".

ختامًا:

صلاة الوتر من السنن المؤكدة التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى في آخر الليل. ويجب على المسلم أن يحافظ عليها قدر المستطاع، وأن يتبع أحكامها كما وردت في الأدلة الشرعية والآراء الفقهية. نسأل الله أن يوفقنا جميعًا لحسن العمل والتقرب إليه