سورة محمد، التي تحمل الرقم 47 في القرآن الكريم، هي سورة مدنية نزلت بعد غزوة بدر وقبل غزوة الأحزاب، وفقًا لما ذكره العلماء. وتعد هذه السورة من السور التي تتناول موضوعات مختلفة، بما في ذلك بيان سوء عاقبة الكافرين وحسن عاقبة المؤمنين، والحث على الإغلاظ في قتال الكافرين، والحديث عن المنافقين ومواقفهم السيئة.
سبب نزول هذه السورة يعود إلى عدة اقتراحات قدمها المشركون للنبي محمد ﷺ، والتي رفضها الله تعالى. أول هذه الاقتراحات هو أن ينزل الله كتابًا مسطورًا من السماء يخبرهم بصدق نبوة محمد ﷺ ويطالبهم بالإيمان به. ولكن الله تعالى رد عليهم بأن هذا لن يحدث، لأنهم لو رأوا كتابًا إلهيًا مسجلاً من الله، لقالوا: "هذا سحر واضح". وهذا يمثل غاية التعنّت والمكابرة.
الاقتراح الثاني هو أن ينزل الله ملكًا من السماء يرونه ويكون مؤيّدا لرسول الله ﷺ. ولكن الله تعالى رد عليهم بأن هذا لن يحدث أيضًا، لأنهم لو رأوا ملكًا من السماء، لقالوا: "هذا سحر واضح". وهذا يمثل أيضًا غاية التعنّت والمكابرة.
بالإضافة إلى ذلك، تناولت سورة محمد موضوعات أخرى مثل وعد المؤمنين بالنصر متى نصروه، وتوعد الكافرين بالتعاسة والخيبة، ووصف الجنة وما فيها من نعيم، والحديث عن المنافقين ومواقفهم السيئة.
هذه السورة الكريمة تهدف إلى تعزيز إيمان المؤمنين وتقوية عزيمتهم في مواجهة الكافرين والمنافقين، وتوضيح عاقبة كل من المؤمن والكافر.