سعد بن أبي وقاص، أحد كبار الصحابة وأحد العشرة المبشرين بالجنة، يتميز بفضائل عديدة جعلته من أبرز الشخصيات في تاريخ الإسلام. أسلم مبكراً، وكان سابع سبعة دخلوا في الإسلام، وشهد سعد بن أبي وقاص المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أول من رمى بسهم في سبيل الله.
كان سعد بن أبي وقاص مستجاب الدعوة، حيث روي عنه أنه دعا الله في مرضه في قصره القريب من القادسية، فاستجاب الله دعاءه. كما روي عنه أنه دعا على رجل يسب عثمان وعلياً وطلحة والزبير، فاستجاب الله دعاءه أيضاً.
كما كان سعد بن أبي وقاص قائداً عسكرياً بارزاً، حيث أمَّره عمر بن الخطاب على حرب العراق، وقاد جيوش المسلمين في معركة القادسية، وحقق فيها نصرًا مؤزرًا فتح الطريق أمام الفتوحات الإسلامية جهة الشرق. أسس سعد مدينة الكوفة سنة (١٨ هـ)، وأصبحت عاصمة للعراق، ومقرًا لسعد حتى سنة (٢١ هـ).
بالإضافة إلى ذلك، كان سعد بن أبي وقاص أحد أصحاب الشورى، وأحد المشهود لهم بالجنة. تُوفي في قصره بالعقيق على عشرة أميال من المدينة، وصلى عليه مروان بن الحكم، ثم صلى عليه أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ودفن بالبقيع سنة خمس وخمسين.
في الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "اللهم أجب دعوته وسدّد رميته"، وفي حديث آخر: "اللهم أجب دعوة سعد إذا دعا". هذا يدل على مكانة سعد بن أبي وقاص عند رسول الله صلى الله عليه وسلم.
في النهاية، سعد بن أبي وقاص هو مثال حي على التضحية والإخلاص في سبيل الإسلام، وقد ترك بصمة واضحة في تاريخ الإسلام بفضل فضائله العديدة.