الحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله. في الإسلام، الخطبة هي التماس نكاح امرأة، وهي مستحبة وليست شرطًا من شروط النكاح ولا ركنًا من أركانه. وقد وردت أحاديث نبوية تحذر من خطبة الرجل على خطبة أخيه، مما يدل على تحريم ذلك.
قال الإمام ابن عبد الهادي -رحمه الله تعالى- في كتابه المحرر: "ولا يخطب الرجل على خطبة أخيه"، وقال أيضًا: "ولا يسم على سومه، وذلك إذا تقاربا وركنا". وفي صحيح مسلم أن فاطمة بنت قيس رضي الله عنها خطبها معاوية وأبو جهم وأسامة بن زيد رضي الله عنهم، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فأرشدها إلى أسامة.
وعليه، فإن الخطبة على الخطبة محرمة في الإسلام، إلا إذا ركنت المرأة إلى الخاطب الأول ووافق على فسخ الخطبة. وفي هذه الحالة، لا حرج على الخاطب الثاني في التقدم لخطبتها. ومع ذلك، يجب على المسلم أن يتقي الله في جميع أفعاله ويختار صاحب الدين والخلق من هذين الشابين أو غيرهما.
ومن المهم أيضًا أن نذكر أن محادثة الأجنبية لا تجوز إلا لحاجة وبقدر الحاجة مع التزام ضوابط الشرع. قال تعالى: "ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء أو أكنتم في أنفسكم علم الله أنكم ستذكرونهن ولكن لا توعدوهن سرًا إلا أن تقولوا قولاً معروفًا ولا تعزموا عقد النكاح حتى يبلغ الكتاب أجله واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه واعلموا أن الله غفور حليم".
وفي الختام، يجب على المسلم أن يتقي الله في جميع أفعاله ويختار صاحب الدين والخلق من هذين الشابين أو غيرهما، وأن يتجنب الفتنة والمحادثات غير الضرورية مع الأجنبيات. والله أعلم.