تنتمي سورة المطففين، المعروفة أيضًا باسم "سورة التطفيف"، إلى القسم المرتفع من سور القرآن الكريم الذي اختاره الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم فوق جميع الأنبياء السابقين. وهذه السورة خص بها الرسول الكريم فضلاً عظيماً، كما ورد في الحديث القدسي عن الصحابي الجليل واثلة بن الأسقع رضي الله عنه. وعلى الرغم من وجود بعض الروايات التي تدعي مكافآت خاصة لقراءتها، مثل الحصول على الرحيق المختوم ودخول أهل اليمين، إلا أنها غير موثوقة المصدر وفقاً للعلم الشرعي.
على مستوى أوسع، فإن فضائل قراءة القرآن عموماً تنطبق بشكل عام على سورة المطففين. يؤكد القرآن نفسه في الآية 276 من سورة الكهف على الثواب الكبير لأداء الصلاة والقراءة والتلاوة والنفقات الخيرية، مما يشكل قاعدة واسعة للعديد من الحسنات. ويؤكد النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً أهمية قراءة ولو جزء صغير من القرآن؛ حيث يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه حول حصول الحسنات قائلاً: «من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة». وفي حديث آخر، يوضح صلى الله عليه وسلم أنه يمكن للحفظ الثلاث للمفردتين العظيمتين من القرآن أن تعادل ثلاث خلافة ضخمة سمينة لصاحبها!
أما بالنسبة لتاريخ والسياقات الخاصة بالسورة نفسها، فهي واحدة من أولى ما تلقيه الوحي بالنبي الكريم أثناء هجرته التاريخية بين مكة والمدينة. ويناقش موضوعاتها الرئيسية العدالة الإلهية والأمر بالإنصاف في البيع والشراء وعدم الغش أو التقليل منهما. إنها دعوة واضحة لتحقيق المساواة والكرامة الإنسانية حتى خلال التعاملات التجارية اليومية. وهذا واضح عندما تحدد السورة مصير المؤمنين الذين سيجدون نعيم الخلد داخل الجنات مقابل عقوبة المقصرين الذين يكذبون ويتجاهلون الحقائق الواضحات. ويذكّرنا الله سبحانه وتعالي بأنه سوف يعاقب هؤلاء تاركين لمصير شر محتم بسبب أعمالهم الظالمة والخاطئة.
وفي النهاية، ينسب علماء الدين اختلاف التصنيف فيما إذا كانت السورة مکيكية أم مدنية جزئيًا إلى الآيات الأخيرة منها والتي تتحدث عن الجزاء الأخير للأمم السابقة كمثال للتأكيد على عدالة حكم الرب العالمية المنتظر يوم القيامة. وبذلك تبقى رسالة سورة المطففين تحث البشرity على حفظ حقوق الآخرين وتحذر منهم مخاطر عدم القيام بذلك أمام خالق الكون بكل شموله وحكمته.
