الحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله. في الإسلام، تعتبر قضاء الصيام من أهم الواجبات التي يجب على المسلمة القيام بها عند انتهاء فترة الحيض. فإذا جاءت الدورة الشهرية في رمضان، يحرم على المرأة الصوم، ويجب عليها القضاء بعد الطهر. ولكن ما يحدث إذا تأخرت في القضاء أو نسيت عدد الأيام التي أفطرتها؟ هذا ما سنناقشه في هذا المقال، مستندين إلى الأدلة الشرعية والفتاوى الموثوقة.
أولاً، يجب أن نوضح أن الحائض لا تصوم، سواء في رمضان أو في غيره من الأيام. هذا أمر متفق عليه بين العلماء، كما ذكر ابن حزم رحمه الله في "مراتب الإجماع" (ص40): "وأجمعوا أَن الْحَائِض تقضي مَا أفطرت فِي حَيْضهَا. وَأَجْمعُوا وَأجْمع من يَقُول على أَن الْحَائِض لَا تَصُوم أَن النُّفَسَاء لَا تَصُوم". وهذا يعني أن الحائض لا تصوم، ولا يجوز لها الإقدام على الصوم أثناء فترة الحيض.
إذا جاءت الدورة الشهرية في رمضان، يجب على المرأة أن تفطر وتقضي الأيام التي أفطرتها بعد الطهر. إذا جهلت عدد الأيام التي أفطرتها، فصومي حتى يغلب على ظنك أنك صمت العدد الذي تبرأ ذمتك به. هذا ما ورد في حديث عائشة رضي الله عنها، حيث قالت: "كان يصيبنا ذلك فنؤمر بقضاء الصوم، ولا نؤمر بقضاء الصلاة". (رواه مسلم)
أما بالنسبة لتأخير القضاء، فإنه يجب على المرأة إخراج كفارة التأخير. الكفارة هي إطعام مسكين عن كل يوم أخرت قضاءه. وسببها تأخير القضاء حتى يدخل رمضان آخر. الكفارة هي: إطعام مسكين عن كل يوم أخرت قضاءه، بما يساوي 750 جرامًا من الأرز ونحوه، من غالب مطعوم أهل البلد الذي تعيشين فيه.
في الختام، يجب على المسلمة أن تلتزم بقضاء الصيام عند انتهاء فترة الحيض، وأن تتحرى الدقة في تحديد عدد الأيام التي أفطرتها. وإذا تأخرت في القضاء، يجب عليها إخراج كفارة التأخير. نسأل الله أن يوفقنا جميعًا للالتزام بتعاليم ديننا الحنيف.