الحمد لله الذي فضّل عباده المؤمنين بعبادة الصيام، وجعل السحور من سنن النبي صلى الله عليه وسلم. السحور هو طعام أو شراب يتناوله المسلم قبل الفجر، وهو من السنن المؤكدة التي حث عليها الرسول صلى الله عليه وسلم. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "تسحروا فإن في السحور بركة" (متفق عليه).
السحور له فضائل عديدة، منها البركة في الطعام والشراب، ومخالفة أهل الكتاب، والتقوي به على العبادة، وزيادة النشاط، ومخالفة سوء الخلق الذي يثيره الجوع. كما أن قيام الليل عبادة عظيمة، لكن نظراً لضيق الوقت وحصول الفوائد الكثيرة المترتبة على سنة السحور، قدمت هذه السنة.
أما بالنسبة لدعاء السحور، فليس هناك دعاء مخصص يقال عند السحور في السنة النبوية. ومع ذلك، فإن وقت السحور هو وقت إجابة للدعاء، خاصة إذا أخّر المسلم سحوره إلى الثلث الأخير من الليل، حيث ينزل الله عز وجل إلى السماء الدنيا في هذا الوقت. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له" (البخاري ومسلم).
في هذا الوقت، يمكن للمسلم أن يدعو بما يشاء، سواء كان ذلك دعاءً مأثوراً أو دعاءً شخصياً. ومن الأدعية المأثورة التي يمكن للمسلم أن يقولها عند الإفطار: "ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله" (رواه ابن خزيمة)، و"اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت" (رواه ابن ماجه).
وفي الختام، يجب أن نذكر أن النية في الصيام محلها القلب، ولا يشرع التلفظ بها باللسان. كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "ومن خطر بقلبه أنه صائم غداً فقد نوى". نسأل الله أن يوفقنا لصيام رمضان وقيامه على الوجه الذي يرضيه.