نزلت سورة الإسراء قبل الهجرة النبوية بنحو عام، وهي مكية في معظمها، وفقًا لما ذكره البيضاوي في تفسيره. وقد جزم بأن السورة كلها مكية، باستثناء بضع آيات نزلت بالمدينة المنورة. وتعد هذه السورة من أطول سور القرآن الكريم، حيث تتكون من مائة وإحدى عشرة آية.
وتُعرف سورة الإسراء أيضًا باسم "سورة بنى إسرائيل"، وذلك بسبب ذكر قصصهم فيها. ولكن الاسم الأكثر شيوعًا لها هو "الإسراء"، نسبة إلى الحدث العظيم الذي وقع للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهو رحلة الإسراء والمعراج.
تبدأ السورة بذكر رحلة الإسراء، حيث يقول الله تعالى: "سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير" (الإسراء: 1). هذه الآيات تشير إلى رحلة النبي محمد صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى في القدس، وهي رحلة روحية عظيمة أثبتت قدرة الله تعالى على تحريك النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة واحدة.
وتتناول السورة أيضًا موضوعات أخرى مثل العقيدة الإسلامية، والقرآن الكريم، وموقف القوم منه، بالإضافة إلى قصص عن بنى إسرائيل وبعض الأنبياء السابقين. كما تتناول السورة جوانب من حياة الإنسان وسلوكه، وتقدم أسس المجتمع الإسلامي السليم.
ومن الآيات التي نزلت بالمدينة المنورة في سورة الإسراء قوله تعالى: "وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري عليه غيره" (الإسراء: 73)، وقوله تعالى: "قل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق" (الإسراء: 80).
وبذلك، نرى أن سورة الإسراء تتناول موضوعات متنوعة، ولكنها تركز بشكل خاص على رحلة الإسراء والمعراج، والتي تعد حدثًا مهمًا في تاريخ الإسلام.