- صاحب المنشور: جمانة بن الشيخ

ملخص النقاش:
في عصرنا الحالي، أصبح التغير المناخي ظاهرة بارزة تؤثر بشدة على كوكبنا. يتسبب هذا التغير في ارتفاع درجات الحرارة العالمية بسبب الانبعاثات الغازية التي ينتجها البشر، مما يؤدي إلى تغيرات جذرية في أنماط الطقس والمحيط الحيوي للأرض. هذه الظاهرة تتطلب اهتماماً عالمياً عاجلاً لمعالجتها وتخفيف آثارها الضارة. ### التأثيرات الفورية والطويلة الأمد تشمل تأثيرات التغير المناخي مجموعة واسعة من المشكلات البيئية التي يمكن تصنيفها تحت عدة فئات رئيسية. أولاً، يزيد الاحتباس الحراري في متوسط درجة حرارة الكرة الأرضية بنسبة تصل إلى 1.2 درجة مئوية منذ بداية العصر الصناعي وفقا لتقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ عام 2021. وهذا الزيادة الصغيرة نسبيا قد أدت بالفعل إلى ذوبان الجليد القطبي المتزايد، ارتفاع مستوى سطح البحر الذي تجاوز المعدل الطبيعي بالإضافة إلى حدوث موجات حر أكثر تكرارًا وشدة. وتشمل الآثار الأخرى زيادة تواتر وشدة الأعاصير والأعاصير الاستوائية، حيث يتمتع الماء الدافئ بمزيد من الطاقة التي يمكن تحريرها أثناء العواصف، كما انخفض هطول الأمطار في بعض المناطق بينما زاد الآخرين خلال السنوات الأخيرة مما يهدد الأمن الغذائي العالمي ويؤدي الى نزوح السكان بسبب الجفاف أو الفيضانات المدمرة. ### التداعيات الاجتماعية والاقتصادية بالإضافة لهذه المخاطر البيئية المباشرة، فإن تأثير تغير المناخ يشمل أيضا جوانبا اجتماعية واقتصادية كبيرة. فالفقراء والمجتمعات الضعيفة غالباً ما تكون الأكثر عرضة لهذه النكسات لأنهم لديهم موارد أقل للاستعداد والتكيف مع المواقف الجديدة. ومن ناحية أخرى، ترتفع تكاليف التعافي من الكوارث المرتبطة بالمناخ كل سنة بشكل كبير حول العالم مما يعيق جهود التنمية الاقتصادية والاستقرار الاجتماعي. ومن منظور اقتصادي، هناك خسائر محتملة هائلة نتيجة لفقدان الثروات البيولوجية والنظم الإيكولوجية الصحية - وهو مصدر حيوي للسلع الأساسية مثل الغذاء والدواء والحفاظ على خصوبة التربة وبقاء المياه العذبة وغيرها الكثير. وهناك أيضًا مخاطر غير مباشرة مرتبطة بالإنتاج وانظمة الخدمات اللوجستية التي تعتمد بشكل مباشرعلى توافر وقيمة الموارد الطبيعية المحلية والتي تبدأ بالتراجع الآن بسبب التغييرات المناخيه. ### الحلول المحتملة والعوامل الرئيسية للتغيير إن مواجهة تحديات التغير المناخي تتطلب نهجا متعدد الأوجه يتضمن خفض كمية الغازات الدفيئة المنبعثة بسرعة وكفاءة أكبر وأكثر شمولا ، واستخدام طاقة نظيفة مستدامة وإنشاء بنى تحتية مقاومة للمناخ . كما أنه من الضروري التركيز على التعليم العام بشأن أهمية الحد من البصمة الكربونية لأفراد المجتمع والسلوك الشخصي المساهم بها وكذلك دعم البحوث العلمية المستمرة لفهم الاتجاهات القديمة والمحتملة أفضل للحالة البيئية الحالية. إن التعامل الناجع مع مشكلة تغير المناخ ليس مجرد مسؤولية وطنية بل هو قضية دولية بامتياز ، فهو يتطلب تعاون جميع الدول والشركات والشعب للحصول علي هدف مشترك وهو تحقيق توازن بيئي مستقبلي قابل للإدارة والإدارة الجيدة لموارد الكوكب وضمان بقاء الحياة عليها بأمان واستمرارية لسكانها الأصليين وللاجيال القادمة كذلك .