في الإسلام، يُعتبر حكم عملية تجميل الأنف مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بالغرض منها ومدى تأثيرها على صحة الفرد النفسية والجسدية. وفقًا للفتاوى الشرعية، يجوز إجراء عملية تجميل الأنف في حالات معينة، بينما يُحرم في حالات أخرى.
أولاً، إذا كان الأنف مشوهًا أو معيبًا بطريقة تسبب أذى نفسي أو عضوياً، فلا حرج في إجراء عملية تجميلية لإعادته إلى حالته الطبيعية. هذا ما أكده قرار مجمع الفقه الإسلامي، حيث نص على جواز الجراحة التجميلية الضرورية والحاجية التي تهدف إلى:
- إعادة شكل أعضاء الجسم إلى الحالة التي خلق الإنسان عليها، لقوله تعالى: "لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم" (التين: 4).
- إعادة الوظيفة المعهودة لأعضاء الجسم.
- إصلاح العيوب الخلقية مثل الشفة المشقوقة (الأرنبية)، واعوجاج الأنف الشديد، والوحمات، والزائد من الأصابع، والأسنان، والتصاق الأصابع إذا أدى وجودها إلى أذى مادي أو معنوي مؤثر.
- إصلاح العيوب الطارئة (المكتسبة) من آثار الحروق والحوادث والأمراض وغيرها مثل: زراعة الجلد وترقيعه، وإعادة تشكيل الثدي كلياً حالة استئصاله، أو جزئياً إذا كان حجمه من الكبر أو الصغر بحيث يؤدي إلى حالة مرضية، وزراعة الشعر في حالة سقوطه خاصة للمرأة.
- إزالة دمامة تسبب للشخص أذى نفسياً أو عضوياً.
ومع ذلك، يُحرم إجراء جراحة التجميل التحسينية التي لا تدخل في العلاج الطبي، ويقصد منها تغيير خلقة الإنسان السوية تبعاً للهوى والرغبات بالتقليد للآخرين، مثل عمليات تغيير شكل الوجه للظهور بمظهر معين، أو بقصد التدليس وتضليل العدالة، وتغيير شكل الأنف، وتكبير أو تصغير الشفاة، وتغيير شكل العينين، وتكبير الوجنات.
في حالة السائلة التي تعاني من أنف بارز بشكل واضح عند العظمة، والتي تعرضت لإصابات متكررة أدت إلى بروز خفيف فيه مع تقدم العمر، فإن الحكم الشرعي يعتمد على درجة تغير الأنف عن الشكل الطبيعي. إذا بلغ حد التشويه المشين بخروجه البالغ عن المعتاد، فلا حرج ـ إن شاء الله ـ في إجراء عملية ترده إلى حد الاعتدال، لا طلباً للحسن والجمال، وأما إن كان ذلك لا يبلغ حد التشويه، ولا يخرج عن المألوف: فلا يجوز إجراء مثل هذه العملية.
وفي حالة السائل الذي يعاني من أنف كبير وطويل ويسبب له مشاكل نفسية منذ فترة طويلة، فإن الأصل في الجراحة التجميلية هو المنع، وإنما يجوز منها ما كان لغرض علاجي، أو إزالة عيب مشوِّه للخلقة، ورد الأمر إلى شكله المعتاد. ويبدو أن ما يشعر به السائل هو تضخيم لشيء لا يستحق التضخيم، وتحميل للأمر ما لا يحتمل. لذلك يُنصح السائل بص