تعد نهاية حياة الإنسان لحظة حاسمة تتوقف عندها كل مساعيه وتظهر فيها ثمار أعمال حياته. يمثل مصير الفرد بعد الموت جانباً مركزياً في العديد من الثقافات والحضارات العالمية، بما فيها الإسلام. هذا المقال يستعرض مفهوم "سوء الخاتمة" و"حسن الخاتمة"، وكيف يمكن للإنسان التحكم بمصيره الأخير من خلال الأفعال الطيبة والمعاملة الحسنة للآخرين والتزامه بالدين والأخلاق الحميدة.
في المجتمعات الإسلامية، يُعتبر حسن الخاتمة هدفاً سامياً يسعى إليه المؤمنون طيلة عمرهم. فهي ليست مجرد نتيجة مؤقتة، بل هي انعكاس لحياتهم برمتها، تعكس صدق إيمانهم وثبات عبادتهم. وفقاً للأحاديث النبوية الشريفة، قال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات". وهذا يعني أن نوايا الشخص وأعماله اليومية لها تأثير كبير على نهايته في الحياة الدنيا وفي الآخرة أيضاً.
على الجانب الآخر، يشير سوء الخاتمة إلى العيش بدون توجيه ديني أخلاقي، مما يؤدي غالباً إلى ارتكاب المعاصي والإثم. قد يعيش المرء سنوات طويلة لكن إذا لم يكن هناك تغيير جذري قبل الوفاة، فقد تكون هذه النهاية سيئة حسب الرؤية الدينية. ولكن المسلمين يدعون دائماً للتوبة والاستغفار حتى اللحظات الأخيرة من العمر.
لتحقيق حسن الخاتمة، ينصح الدين الإسلامي ببعض الأمور الأساسية مثل الصلاة بشكل منتظم وصحيح، الصدقة لتحسين العلاقات الاجتماعية والقضاء على الجهل بإلزام النفس بتحصيل العلم الشرعي والعلمانية المفيدة. بالإضافة لذلك، فإن الرحمة مع الفقراء والمحتاجين، واحترام كبار السن ورعاية الأطفال الضعفاء، ومراعاة حقوق الحيوان كلها أمثلة على سلوكيات تؤدي إلى حسن الخاتمة.
وفي المقابل، تشمل عوامل سوء الخاتمة التكاثف وعدم احترام الحقوق المشروعة للآخرين، والكفر بالله تعالى وإقامة شعائر غير إسلامية بدلاً من عبادة الله عز وجل، وكذلك الغرور والسلبية تجاه المسؤوليات المجتمعية والدينية. كما يعد ترك الوصايا القانونية اللازمة وضمان مستقبل الأفراد الذين تعتمد عليهم مسؤولية مهمة لتجنب الإساءة لهم ولنفسك عقب موتك.
ختاماً، يبقى اختيار طريق حسن الخاتمة قرار شخصي لكل فرد إذ تستند الصحوة الروحية والفعل الخير للقيم الإنسانية العليا التي علمتنا بها جميع الديانات السماوية. ومن هنا يأتي أهم دور التربية المنزلية والمؤسسات التعليمية والنقابات المجتمعية في ترسيخ قواعد حسن التصرف وبناء مجتمع قائم على المحبة والاحترام المتبادلين لينتهي المستقبل بحصاد سعيد لأجيال قادمة مباركة.