الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فرضت الصلاة ليلة الإسراء والمعراج في سياق معجزات الرسول محمد ﷺ التي أكدت نبوته ورسالته. هذه الليلة المباركة شهدت أحداثاً عظيمة، منها فرض الصلاة على النبي ﷺ. وفقاً للحديث الصحيح، عندما عرج النبي ﷺ إلى السماء، فرضت عليه الصلاة خمسين صلاة في الليلة الواحدة. ومع ذلك، بعد مراجعة ربه عز وجل، خففت الصلاة إلى خمس صلوات في اليوم والليلة.

يُذكر أن فرض الصلاة في هذه الليلة جاء بعد فترة من التوجيه بالقيام الليل في بداية العهد المكي، حيث أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بقيام الليل في قوله تعالى: "يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلاً" (المزمل: 1-2). بعض أهل العلم يرون أن الصلاة كانت مفروضة ركعتين بالغداة وركعتين بالعشي قبل الإسراء.

فرض الصلاة ليلة الإسراء والمعراج له دلالات عميقة. فهو يعكس رحمة الله بعباده، حيث خفف عنهم العبء الثقيل للصلوات الخمسين إلى خمس صلوات فقط. كما أنه يظهر أهمية الصلاة في الإسلام، كونها عماد الدين وسببًا رئيسيًا للتقرب إلى الله.

يجب التأكيد على أن الحديث عن الإسراء والمعراج، بما فيه فرض الصلاة، هو من أعلى درجات الصحة في السنة النبوية، ويجب تصديقه وعدم تكذيبه. هذا الحديث يوضح أيضًا أن الخبر يفيد العلم اليقيني إذا كان متواتراً أو حديث آحاد ثبتت صحته.

في الختام، فرض الصلاة ليلة الإسراء والمعراج هو حدث تاريخي مهم في الإسلام، يعكس رحمة الله بعباده ويؤكد أهمية الصلاة في الدين الإسلامي.